نسب “مارين لوبان” للرسول”ص” يُثير ضجة عالمية !

هاسبريس :

 

خلَّف خبر نشرته وكالة فرانس برس، أول أمس الأربعاء 03 ماي الحالي ، على لسان “جان لويس بوكارنوت”باحث فرنسي متخصص في علم الأنساب، بكون أصول مارين لوبان تعود إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما أثار ضجة كبيرة على المستوى الفرنسي والعالمي ما دفع الوكالة إلى حذف الخبر، كما أورد موقع “هاف بوست عربي” مساء الخميس.

وحسب  بوكارنوت، فإن  مارين لوبان، تنحدر من جهة والدتها، من سلالة ملوك إنكلترا وأبيها من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ! أما بالنسبة لإيمانويل ماكرون، فتعود جذوره إلى هيو كابيت، بحسب تقرير لصحيفة “نوفيل أبسارفاتور” الفرنسية.

وبمجرد إذاعة الخبر ، قام العديد من رواد الشبكات الاجتماعية في “الفايس بوكـ ” و”التويتر” بنشر تعليقات حول صحة الخبر ، أو نفيه، مما دفع بالخبر في أن يكون الموضوع الأكثر إثارة من بين المواضيع التي اكتسحت الأنترنيت ، كما تراوحت ردود الفعل بين الترحيب والتهكم من جهة، والتنديد بهذه “الأخبار الكاذبة ” من ناحية أخرى.

وبعد دقائق قليلة من نشر الخبر، قامت الوكالة الفرنسية بمحوه. وسارعت بوضع منشور جديد، مبررة إلغاء المنشور الأول بأنه “نُشر عن طريق الخطأ”. وقد كان هذا الموقف بمثابة دعوة غير مباشرة لوسائل الإعلام بوقف نشر هذا الخبر.

وفي اتصال هاتفي مع صحيفة “نوفيل أبسارفاتور”،وهي صحيفة فرنسية شهيرة بإحترافيتها ، أكدت الوكالة أن هذا المنشور لم يكن سوى “مسودة نُشرت عن طريق الخطأ، في حين كان يجب أن تتم قراءتها ثم مراجعتها قبل التصديق عليها”.

وبررت الوكالة إلغاء الخبر بأنه عبارة على معلومات “لا وزن لها”، وذلك قبل 4 أيام من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. من جانب آخر، أشارت الوكالة إلى مسألة “دقة المصدر”، معتبرة أن هذه المعطيات لم تكن “مهمة”، لذلك لم ير الصحفيون بداً من تصحيحها ثم إعادة نشرها، بوكارنوت: “أنا أدرك تماماً ما الذي أتحدث عنه”من ناحية أخرى، أفاد الباحث المختص في الأنساب جون لويس بوكارنوت، الذي تواصلت معه صحيفة “نوفيل أبسارفاتور”، بأن “إلغاء المنشور ليس له أية علاقة بمضمون الخبر”.

وأضاف هذا الباحث، الذي حصد شعبية كبيرة بين صفوف الرأي العام الفرنسي بعد أن أقر بوجود علاقة قرابة بين فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي سنة 2012: “أنا أخصائي في علم الأنساب، معروف ومعترف بي في هذا المجال. وحين أدلي بأي معلومة تخص هذا الموضوع تحديداً، فأنا أدرك تماماً ما الذي أتحدث عنه”.
كما تناول بوكارنوت أنساب مئات الشخصيات السياسية الفرنسية من قبل في كتابه “دليل السياسيين”، الذي نشر قبل نصف عام.

وفي هذا الصدد، أفاد بوكارنوت: “لقد غُصت في أسرار شجرة العديد من العائلات واكتشفت علاقات قرابة ممتعة ومثيرة في الوقت نفسه. وفي إطار عملي مع (المجلة الفرنسية المختصة في علم الأنساب)، طُلب مني إعداد مقال يتعلق بالرئيس القادم، ولهذا أنجزت العمل المطلوب وقمت بالبحث في أصول كل من مارين لوبان وإيمانويل ماكرون، يوم الإثنين”.
وأردف بوكارنوت أن “مسألة الأنساب ليست بالموضوع الهين. فإن التجانس بين الجذور العائلية والحياة الشخصية أمر مهم للغاية حيث يؤثر على بناء الشخصية”.

من جهة أخرى، أورد هذا الأخصائي أن الجذور الأبوية للوبان بريتونية بحتة، في حين أن التحقق من أصول والدتها، بيريت لالان، قد أكد أن لها “أسلافاً عدة”.
وفي هذا السياق، بيّن بوكارنوت أن “جذور مارين لوبان تعود في جزء منها إلى آن روكفوي، مما يجعلها سليلة لويس السادس أحد ملوك إنكلترا، كما ترجع أصولها إلى ملوك إسبانيا وأراغون وقشتالة. ومن بين أسلاف هؤلاء الملوك الأمويون في الأندلس وخلفاء دمشق والجيل الخمسون الذي ينتسب إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم”.

وحسب مؤرخين عرب وأوروبيين ، فإن  الفرضية التي قام عليها بحث بوكارنوت تُعتبر ضعيفة، وواهية حيث  لا يعني أن أجداد مارين لوبان مرشحة  الرئاسة الفرنسية قد وُجدوا في الأندلس، يدل على أنها سلالة النبي محمد “ص” ، إذ أن في الأندلس الإسلامية، كان هناكــ شعب متنوع من العرب والأمازيع والصقالبة، وهو الإختلاط الذي نتج عنه ما بات يعرف بالموريسكيين .

ومن المثير للاهتمام وهو ما يزيد من ضعف رواية بوكارنوت، أنه أكد أنه هو بنفسه إمكانية إنحداره من سلالة النبي محمد”ص”، ولكنه لم يستطع إثبات هذا الأمر، في حين أنه نسبه لجذور لوبان !

وفيما يتعلق بجذور إيمانويل ماكرون، فإنها تعود إلى الملك هيو كابيت. وقد أعرب جان لويس بوناكورت عن دهشته؛ نظراً لأن هذا المرشح الشاب ليس له أية علاقة قرابة بشخصيات سياسية مشهورة أخرى.
وفي هذا الصدد، أقر بوناكورت بأنه عادة ما يتوصل إلى “اكتشاف علاقة قرابة من هذا النوع. ففرنسوا هولاند، على سبيل المثال، يعد أحد أقرباء شخصيات عديدة مثل الممثلة صوفي مارسو، وميشيل سابين، وجان بيير رافاران، وماريون ماريشال لوبان ونيكولا ساركوزي ،  وهو ما إعتبره متتبعون ومثقفون فرنسيون أمرا جنونيا، ومضحكا في  أن يكون الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته ، فرانسوا هولاند، ابن عم الجميع،. خلافاً لذلك، لا يتمتع إيمانويل ماكرون، الذي لا يحظى بتصنيف سياسي واضح، بأي جذور مثيرة؛ ذلك أنه يحرص على الحفاظ على استقلاليته مهما كلفه الأمر، حتى في مجال علم الأنساب”.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.