قطر تتدارس “ورقة طلبات” خليجية، وتصريحات مسؤولة تكشف المستور
هاسبريس :
أعلنت دولة قطر أنها تسلمت، أمس الخميس 22 يونيو الحالي ، “ورقة تتضمن طلبات” من دول جوارها الخليجي ومصر والتي كانت قد أعلنت في خامس يونيو الجاري عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة وإغلاق منافذها البرية والبحرية والجوية أمام حركة المبادلات وتنقل الأشخاص من وإلى قطر عل خلفية اتهامها ب”دعم الإرهاب “، وهي التهمة التي تنفيها الدوحة .
وأوضح بيان لوزارة الخارجية، بثته وكالة الأنباء القطرية (قنا) اليوم الجمعة، أن دولة قطر “تعكف الآن على بحث هذه الورقة والطلبات الواردة فيها والأسس التي استندت إليها، بغرض إعداد الرد المناسب بشأنها وتسليمه لدولة الكويت”.
في ذات السياق حدّد أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، مطالب دول الخليج ومصر لإنهاء مقاطعتها لقطر، ومنها وقف دعم الدوحة للإرهابيين والتخلي عن شخصيات مطلوبة دولياً وإقليمياً، فيما كشفت اعترافات ضابط المخابرات القطري حمد علي محمد علي الحمادي (33 سنة) عن الدور التخريبي واسع النطاق، الذي اعتمدته قطر على مدى سنوات، لاستهداف دولة الإمارات ومختلف دول المنطقة، في وقت فضح صحافيون سابقون في قناة الجزيرة الدور التآمري والتخريبي الذي تلعبه القناة.
وأكد قرقاش في حديث له مع مجموعة من المنابر الإعلامية العربية والدولية أنه إذا أرادت قطر العودة إلى محيطها فعليها الالتزام بقرارات مجلس التعاون، مشيراً إلى تمويلها التطرف وحركات إرهابية في سوريا وليبيا واحتضانها شخصيات عليها حظر دولي.
كما شدد قرقاش أن الشيخ تميم بن حمد تخلى عند توقيع اتفاق الرياض عام 2014 عن سياسات والده، خصوصاً بعد إحراجه بالأشرطة التي عرضت مخططات القذافي لاغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وتساءل معالي قرقاش عن سبب مبادلة قطر الرهائن في العراق وسوريا بأموال باهظة وزعت على مجموعات إرهابية شيعية وسنية.
ولفت قرقاش وزير الدولة الإماراتي إلى أنه إذا أرادت قطر الانفصال بسياساتها فالطلاق آتٍ، وإن بقيت مرافقها ومطارها مفتوحة على العالم ستغلق مع محيطها.
وعلى صعيد آخر أكدت الاعترافات التي تم بثها، أمس الخميس ، للمرة الأولى أن قادة جهاز أمن الدولة القطري تورطوا في مؤامرة إنشاء حسابات وهمية تسيء للإمارات ورموزها. واستخدم المتآمرون أرقام هواتف إماراتية لإيهام الرأي العام بأنها تعود لمواطنين، كما استخدمت المخابرات القطرية شرائح هواتف إماراتية لتشغيل مواقع وحسابات تواصل مزيفة، فيما شنّت الحسابات المشبوهة حملة منظمة ضد الإمارات من خلال نشر إشاعات وأخبار مفبركة وصور مسيئة.
وكشفت اعترافات ضابط المخابرات القطري حمد علي محمد علي الحمادي البالغ من العمر 33 سنة عن الدور التخريبي الواسع النطاق الذي اعتمدته قطر على مدى سنوات، لاستهداف دولة الإمارات ومختلف دول المنطقة. واعترف أن جهاز المخابرات القطري خصص ميزانيات وموارد ضخمة لإقامة مواقع وحسابات شبكية وهمية مشبوهة، تستهدف بث الإشاعات والأخبار المفبركة والإساءة لرموز الدولة. وقد حظيت الاعترافات التي تم بثها ضمن برنامج خاص عرضته قناة أبوظبي، أمس، باهتمام واسع النطاق من قبل المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات، كما تم تناقله على عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليشكّل دليل إدانة على الدور التخريبي الذي تنتهجه قطر ضد دول الجوار.
ومعلوم ، أن القصة بدأت قبل سنوات عدة حينما رصدت أجهزة الأمن الإماراتية حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تسيء لدولة الإمارات ورموزها، وأظهرت عمليات المتابعة التقنية التي تم إجراؤها في هذا المجال أن هذه الحسابات كانت تخص أرقام هواتف صادرة من دولة الإمارات، كما ادعى الأصحاب المزعومون لهذه الحسابات أنهم من مواطني الإمارات، فيما شكل آنذاك استغراباً كبيراً لاستحالة قيام مواطن إماراتي باستخدام رسوم وتعبيرات بذيئة بحق بلاده وقيادته.
في سياق مماثل، كانت أجهزة الأمن الإماراتية قد بدأت بتعقب هذه الحسابات، وخصوصاً حساب باسم «بو عسكور»، وبعد فترة من المراقبة، اكتشفت أن الرسائل المسيئة تأتي من قطر، ورصدت الأجهزة الأمنية القادمين من هذه الدولة، حتى تمكنت أخيراً من وضع يدها على شخص، تبين لها لاحقاً أنه أحد عناصر أمن الدولة القطرية.
وكشف صحافيان سابقان في قناة «الجزيرة» القطرية، أمس الخميس ، أن حمد بن جاسم، مستشار أمير قطر، تورّط في الأحداث الإرهابية التي شهدتها البحرين. وقال إن «الجزيرة لها أهداف أخرى غير التغطية الإخبارية»، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده، في واشنطن، عاملون سابقون في قناة الجزيرة، لكشف أكاذيب قناة الجزيرة ودعم أمير قطر للإرهاب.
وأشار فهمي إلى أن «الجزيرة» كانت تعرض حياة الصحافيين للخطر في سوريا، وكانت تتعامل مع الأحداث السورية بالصورة التضليلية نفسها التي تتعامل بها. وأكد أنه أثناء وجوده في السجن علم بأن أمير قطر وقع اتفاقية تهدئة مع المملكة العربية السعودية، ولكن الحكومة القطرية لم تستطع أن تقوم بالوفاء بتلك التعهدات، لأنها بمنزلة أداة يتم تحريكها وليست لاعباً أساسياً.
وقال محمد فهمي، الصحافي السابق في «الجزيرة»، إن قطر لا تعتبر جبهة النصرة أو تنظيم القاعدة منظمتين إرهابيتين، مُشيراً إلى أن عناصر قيادية منهما يعيشون في قطر، وأضاف أن القناة اعتمدت على بث الكذب والتضليل عما يحدث في مصر.
من جانبه، قال محمد فوزي، المصور السابق بالقناة، إن مراسلي «الجزيرة مباشر» وقعوا ضحية، مشيراً إلى أن «الجزيرة» كانت تهتم بإصدار حكم قضائي قاسٍ تجاه الصحافيين في القضية المعروفة إعلامياً «بخلية الماريوت» لاستغلاله في الترويج لـ«تضييق حرية الصحافة» في مصر.
وقال ديفيد بولوك، المستشار البارز السابق بالخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، خلال المؤتمر الصحافي، إن «الجزيرة» تبث مواد إعلامية تدعم الإرهاب. وكشف أن قطر دفعت الكثير من الأموال إلى مراكز بحثية أميركية للحصول على معلومات.