موسم مولاي عبد السلام بن مشيش من المحلية للعالمية

محمــد الـقـنــور: ‏
عدسة : محمد أيت يحي :‏
تحت شعار “السلم والتسامح في خدمة التنمية”، وإحياءً للذكرى السنوية لشيخ ‏المتصوفة، القطب الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش، جد الشرفاء ‏العلميين، تنظم الطريقة المشيشية الشاذلية أيام فاتح وثاني وثالث يوليوز ‏المقبل بجبل العلم بجماعة تزورت بإقليم العرائش موسم مولاي عبدالسلام بن ‏مشيش برئاسة نقيب الشرفاء العلويين عبدالهادي بركة وبحضور أبرز شيوخ ‏ومنتسبي ومريدي ومحبي الطريقة المشيشية من مختلف دول العالم . ‏


وحسب بلاغ توصلت به “هاسبريس” من المنظمين ، فإن برنامج موسم ‏مولاي عبدالسلام بن مشيش يتميز بفقرات غنية ومتنوعة ، كما تتضمن ‏فعاليات هذا المحفل الديني، الذي يحظى برعاية ملكية سامية، تتجسد في ‏الهبات الملكية التي يسلمها الحاجب الملكي، كل سنة إلى الشرفاء العلميين، ‏برنامجا مميزا يشمل سلكا من الذكر الحكيم وحلقات الذكر والصلاة المشيشية، ‏وأمسيات من السماع والمديح النبوي الشريف وندوات فكرية ودينية في ‏التصوف والعلوم الشرعية تتمركز حول تيمة التسامح ودوره في تحقيق ‏الاستقرار والتنمية، فضلا عن تنظيم معرض للمنتوجات الفلاحية والمجالية ‏بالمنطقة.‏
وأورد ذات البلاغ أن دورة هذه السنة تتميز بحضور شيوخ ومنتسبي ومحبي ‏الطريقة من كل أنحاء العالم والمغرب، خاصة من الأقاليم الصحراوية، حيث ‏يحضر شرفاء الركيبات، والعروسيين، وأهل الشيخ ماء العينين، وأولاد دليم، ‏وأولاد تدرارين، وأيت أوسى، المنتسبين للقطب مولاي عبد السلام، سواء ‏عبر رابطة الدم أو المصاهرة.‏


وحسب المشرفين على الموسم فإن “زيارة الوفد الصحراوي غنية بدلالاتها، ‏فأبناء الصحراء المغربية هم أحفاد القطب الرباني، مولاي عبد السلام بن ‏مشيش، الذي ذاع صيته وتفرق نسله بالمغرب وبالخارج، وهو ما يؤكد وجود ‏علاقات قوية بين شمال المغرب وجنوبه، تمتد إلى علاقات القرابة”. ‏
كما تعتبر هذه الزيارة يضيف المشرفون “بمثابة صلة رحم وإحياء للروابط ‏التاريخية بين الشمال والجنوب، وهي تجسيد لوحدة الدم بين الشرفاء ‏المشيشيين والعلميين والأدارسة والشرفاء الصحراويين”. ‏
وككل سنة يحج إلى جبل العلم عشرات الآلاف من الزائرين، للاحتفال ‏بالذكرى السنوية لشيخ المتصوفة، ولا يقتصر الأمر على المريدين، فقط، بل ‏إن عددا من رجال الدين والباحثين والعلماء من المغرب والعالم، يحجون إلى ‏الجبل، للمشاركة في إحياء موسم مؤسس الطريقة الشاذلية، وتبادل الآراء، ‏حول ثقافة الإسلام والوجود، حيث شهدت المواسم السابقة. ‏
هذا، وقبل أيام على انعقاد الموسم الذي سيفتتح يوم غد السبت 1 يوليوز ، ‏عرف جبل العلم توافد أفواج الحجيج، من مختلف أقاليم المملكة ومن ‏خارجها، على ضريح هذا القطب الولي الصالح، بقمة جبل العلم في قبيلة بني ‏عروس،والذي يعتبر من رموز العالم الإسلامي الفقهية والعلمية، استعدادا ‏ليوم الاحتفال الأكبر، الذي يصادف الفاتح من يوليوز من كل سنة.‏
هذا، وتشكل فعاليات موسم مولاي عبد السلام بن مشيش،مناسبة لخلق التلاحم ‏الصوفي ولم شمل مختلف الأطياف الدينية والفكرية، حيث ظل الموسم ‏المذكور يلعب دورا مهما في لم شمل مختلف الأطياف الدينية والفكرية، ‏وخلق التلاحم الصوفي، الذي تذوب فيه كل الفوارق، وتوطيد دوره التفاعلي ‏و الروحي في مجال حوار الحضارات، من خلال الحضور اللافت للعديد من ‏الشخصيات الفكرية والدينية من مختلف القارات.‏
إلى ذلك، تعتبر الطريقة المشيشية الشاذلية مدرسة نموذجية في قيم الانفتاح، ‏والاعتدال، والتسامح، والحوار البناء بين مختلف الباحثين عن السلم الداخلي، ‏وعن الخلاص الروحي في زمن طغيان تيارات التطرف الديني، والتهافت ‏المادي‎.‎
فالخصوصية الدينية التي يتمتع بها موسم الزاوية المشيشية مكنته من لعب ‏دور بارز في التقاء الحضارات، وفي كل سنة ينكب الحاضرون، على طرح ‏مواضيع للنقاش، وخلق جو من التسامح قلما نشهد مثيلا له في مكان آخر، ما ‏يؤكد أن المناسبات الدينية، يمكن أن تكون فرصة سانحة لتحقيق التصالح وقيم ‏الانفتاح وروح التسامح بين الديانات والتعايش بين الحضارات، وهي الرسالة ‏التي حملها المغرب ولايزال ، على مر الحقب والعصور، وبات من اللازم ‏تقلها إلى الناشئة من الأجيال المقبلة. ‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.