لوحة الجوكاندا و قصة النسخة الأخرى و الأسرار الغامضة !‏

مـحـمــد الــقـنـــور  :

تحفة عالمية لا تضاهى، هي لوحة الموناليزا الشهيرة ، أو “الجوكاندا”  والتي يقصد الزوّار من جميع أنحاء العالم ‏في متحف اللوفر في باريس العاصمة الفرنسية، حيث يصطفون منذ الصباح الباكر لرؤيتها ‏والتمعن في ملامح تلكـ السيدة الغامضة والمائلة إلى الإبتسام في كآبة مُستترة ، وفي رؤى مفعمة بالأسى الشفيف، ‏والصمت البالغ ، حيث لا تزال العديد من الأسرار تسكن هذه اللوحة.

وتعتبر متلازمة “ستندال”إحدى هذه الأسرار ، حيث تؤكد هذه المتلازمة  أن اللوحة تُسبب لمن يتمعن بها حالة من الوجل والتوحد وتجعل الأشخاص يشعرون ‏أنهم داخل الصورة ! والبعض ينتهي به حاله للانتحار !‏وإن كان الكثير يعتبر هذا الأمر مجرد خرافة .
لكن القليل من يعرف، أن هناكـ لنسخة الأخرى من الموناليزا وهي لوحة إيسلورث الموناليزا ‏التي رسمها دافنشي، نفسه، وأغلب الظن كم يذهب البعض، أن السيدة موضوع اللوحة، لم ترض عن نفسها فيها، ولم تستسغ لمسات ليوناردو على وجهها، فلم يكن أمامه من بد ، إلا أن طفق في رسم لوحة أخرى لها وعنها ،فكانت الجوكاندا أو الموناليزا ، هذه اللوحة التي غطت الدنيا وأبهرت الناس   .‏
فقد تم العثور على اللوحة الأولى ، ضمن مجموعة خاصة بإيسلورث هذا، منذ أكثر من قرن وهي معروضة اليوم في متحف ‏برادو في مدريد، إلى جانب لوحات شهيرة لرسامين عظام على غرار “فيلاسكيز “Velasquez و”ريبيرا” Reberra .

وتمامًا كالموناليزا الأصلية، تظل العديد من الأسئلة تدور حول اللوحة الأولى، أو بالأحرى “الموناليزا” الأولى ، وربما قد يتمكن أحد ‏من حل ألغاز الموناليزا الشهيرة ، باللوحة الأصلية المتواجدة في إسبانيا!‏

فطوال 10 سنوات، وباستخدام تكنولوجيا الفحص الرقمي والمجهريات المقطعية ، الرامية إلى تسليط حزم من الضوء على لوحة، تمكن عالم فرنسي من اكتشاف رسم لامرأة خلف طيات الدهان الذي استخدمه ليوناردو دافنتشي ليرسم به على مراحل لوحته الأشهر، وهي “الموناليزا” أو “الجوكاندا” المعروضة في متحف اللوفر، وقد رفض هذا العالم التعليق على ما ذكره العالم باسكال كوت  Pascal Cotte نظرا لأنه “ليس من أفراد الفريق العلمي” على حد ما نقلت الوكالات وحسب ما  قالته إدارة المتحف، علما أن هذه الإدارة هي  من سمح في 2004 لكوت، المعروف بأنه مؤسس مشارك للتكنولوجيا الضوئية في باريس، بفحص اللوحة الشهيرة،

وقد فعل كوت مافعل، وبحث كيفما قاده البحث العلمي،فوجد باللوحة مفاجأة كبرى، حيث ظهرت إمرأة خلف “الموناليزا” الشهيرة بابتسامتها التي أصبحت “ماركة مسجلة” باسمها، واحتار المحللون في تفسير نوعها الغامض، فقد كانت مختلفة تماما لجهة الشكل والملامح عن تلكــ  التي نعرف أن دافنتشي رسمها بدءا من 1503 وإلى غاية 1507 طوال 4 سنوات، بل امتدت حسب البعض إلى  11 سنة أخرى، فمما من شكـ ، أن المرأة موضوع اللوحة، كانت سيدة في الواقع، وما من شك أنها كانت من تلك النسوة الثريات الغنيات من بنات القصور ممن كن يرتعن في فلورنسا وفي غير فلورنسا من المدن الإيطالية التي كانت تحت حكم العائلات ، كما كانت مدن الأندلس زمن ملوكـ الطوائف، قبل تدخل سلطان يوسف بن تاشفين ، وما من شكــ أن ليوناردو دافنشي ظل ممعنا في رسمها وفي تطويرها، وتحسين ملامحها وتجميلها حتى أصبحت في 1517 تحفة يقدر الخبراء قيمتها، ويبحث الناس  في سيرتها،

وقد قدرت “الموناليزا” قبل سنوات بأكثر من 750 مليون دولار، فيما لو تم عرضها بالمزاد، وهناك من يصل بالقيمة إلى مليار،خصوصا  إذا ما احتدم التنافس عليها.
وعلى كل حال ، فقد ظهرت المرأة الأخرى لكوت، بعد 10 سنوات من تحليل اللوحة وقصفها بالحزم الضوئية، وبأشعة “إكس” فقد رأى طيفها جالسة تنظر إلى أحد الجوانب، وليس على شفتيها أي ابتسامة، كالتي تميز “موناليزا اللوفر” المحيرة، والمدهشة  لدى نقاذ ومحبي الفنون طوال أكثر من 500 عام تلكــ الابتسامة التي تكاد تشع من شفتيها خافتة ومترددة ، وكيف دفعت إلى العشرات من  التفسيرات .

 

فرق واضح  بين “الموناليزاتين”

فقد حدث أن نقلت “بي بي سي” BBC عدم اقتناع مارتن كيمب، أستاذ تاريخ الفنون بجامعة أوكسفورد، بالنتائج التي توصل إليها كوت Cotte، فوصف اكتشافه بالأمر البارع “من حيث إظهار ما كان ليوناردو يفكر فيه على الأرجح. لكن فكرة وجود هذه الصورة تحت الجوكاندا ، وأنها مختفية أسفل سطح اللوحة، فكرة ضعيفة، فثمة طائفة من الباحثين المختصين، يجزمون أن ما وجده كوت، بحسب زعمه، هما صورتان إضافيتان تحت سطح لوحة “الموناليزا” المعروفة.. فقد كانت  ظلالا لصورة امرأة، رأسها أكبر وأنفها ويدها أكبر، لكنها أصغر من حيث حجم الشفاه.
ويبدو، فيما لو صح اكتشاف هذا العالم الفرنسي، فإن ليوناردو دافنتشي، De Vinci رسم “الموناليزا” التي يرغب فيها خياله، فوق الموناليزا الحقيقية، أو أنها فتاة أخرى تماما، وأنه رسمها ليحجب بها الحقيقية.

ومع كل هذا ، فإن المسألة لاتزال تبدو مجرد اعتقاد بين احتمالات كثيرة عرضوها عبر القرون عن “الجوكاندا” اللوحة الشهيرة، وآخرها ما ظهر عنها في سويسرا قبل 3 سنوات.

ظهور للموناليزا أخرى  في جنيف

فــفي سبتمبر 2012 كشفت مؤسسة فنية مقرها سويسرا، عن امتلاكها للوحة “موناليزا” الأصلية، وإن لديها أدلة “من باحث فيزيائي أميركي، متخصص بالتصوير الجنائي وخبير فنون إيطالي بارز”، ومجموعة من المجلات المختصة مما ذكره أعضاء بمؤتمر صحافي عقدوه وقتها في جنيف، وفيه أكدوا أن اللوحة هي لامرأة تبدو أصغر سنا بعشرة أعوام من المرسومة في “الموناليزا” المعروضة بمتحف اللوفر بباريس، وإن لوحتهم قد تكون الوحيدة التي رسمها ليونادو دافنشي عبقري عصر النهضة.
يومها، قال المحامي السويسري ماركوس فراي، رئيس “مؤسسة موناليزا” الخاصة: “إن الحقائق مذهلة وتثبت بوضوح أصالة هذه التحفة الفنية” في إشارة إلى اللوحة التي تملكها المؤسسة، والتي قال عنها ستانلي فيلدمان، وهو مؤرخ فني وعضو بالمجموعة، إن النقاد الذين يرفضون أي إشارة إلى أن النسخة “الأصغر سنا” للموناليزا رسمها دافنشي بالفعل “لم يشاهدوها قط” حيث دعاهم  إلى جنيف لدراستها بأنفسهم.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.