بسبب الصراع الديني المسيحي، ضاعت رفات عبقري النهضة ليوناردو دافنشي

هاسبريس :

 

من المتداول أن عبقريُّ عصر النهضة، المصمم الهندسي والمخترع  والرسام العالمي ليوناردو دا فينشي؛ كان ابنا لعلاقة غير شرعية لأم فلاحة من طبقة فقيرة وأب من أسرة ثرية؛ رفض الأب توثيق الزواج منها بسبب مركزه الاجتماعي ، وخوفه من عائلته الأرستقراطية ،غير أنه وبعد ولادتها للطفل ليوناردو؛ اعترف به الجد واحتضنه مثل باقي الأحفاد الشرعيين بل وكانت معاملته له مميزة أكثر.

ولقد حظى دافنشي، بحب جده ووالده، لكنه حُرم من حنان الأم وحب إخوته الذين طالما عاملوه بطريقة سيئة وداوموا على افتعال المشاكل ضده ، وهو ما دفع بالجد في أن يوصى  قبل وفاته بكل ممتلكاته لليوناردو ولأعمامه فقط ، وهذا ماسيجر على ليوناردو دافنشي كراهية وحقد كل أخوته .

كبر الطفل وكان يحب الرسم كثيرا، فالتحق بمشغل للرسومات في فلورانس؛ أحبه الجميع حينها واستطاع كسب مكانة بينهم وحظى باحترام الجميع؛ وأصبح ليوناردو المساعد لمالك المشغل الذي يعمل به؛ وبعد فترة من العمل استطاع أن يستقل بعمله لنفسه وكان في عمر السادسة والعشرين.

كانت أولى لوحاته جدارية بها رسم لكنيسة القصر القديم، واعتاد التنقل من مدينة لأخرى لبيع لوحاته وانتشر اسمه في أكثر من بلد، وبعدها لاحظ والده موهبته فقرر تنميتها وأرسل ليتعلم الرسم بحرفية في مشغل يملكه صديقه، وكان من أكبر المشاغل حينها وبه أكثر من فن رسم؛ ونحت على الخشب والحجر، تعلم ليوناردو من هذا المشغل الكثير.

قررت الممالك الإيطالية على غرار مملكة فلورنسا ومملكة نابولي ومملكة بورجيا إرسال مجموعة من الفنانين إلى مبلانو لتزيين كنيسة لسكيتوس الرابع، وكان ليوناردو من ضمن الفنانين وكان عمره حينها لايتجاوز  30 عاماً، وعند وصوله قبل البدء في الرسم شارك في مسابقة للعزف وعزفه على آلة “محكمة سفورزا” تفوق على كل الحضور، وبعد إنتهائه من أعمال الكنيسة قرر البقاء في ميلانو بسبب إنبهاره بالمكان؛ وألف حينها كتاب وصف فيه جميع رسوماته.

حيث طفق وهو في  عمر الثلاثين يمارس فنه كنحات فكان يصنع التماثيل من البرونز والرخام ؛ والتحق بحدمة لودوفيكو سفورزا ليشتغل في تصنيع السفن والعربات المدرعة والمدافع.

رسم ليوناردو اللوحة الشهيرة “الموناليزا والتي أثارت الجدل لعدة قرون حتى الآن؛ استغرق دافنشي 4 أعوام لإنهاء اللوحة وكان بعمرالواحد والخمسين؛ لكن اصطحبها معه في كل مكان لمدة 10 أعوام فظن الجميع أنه استغرق 10 أعوام لإنهائها؛ و فسر البعض سر غموضها أنه عند النظر إليها ستلاحقك عيناها بزاوية 30 درجة؛ وعن ابتسامتها أنها مزاجية والناظر إليها سيراها سعيدة إذا كان سعيد وحزينة إذا كان حزين.

وحلل الفلاسفة اللوحة على أن دافنشي أظهر الطبيعة البشرية في اللوحة، ويقال أن دافنشي رسم لها 3 لوحات والموجودة الآن وهي بسن الثلاثين ورسمها بيده اليسرى، وعن من تكون السيدة موضوع اللوحة ، قيل أنها لوحة لموناليزا زوجة فرانشيسكو بارتولوميو ديل؛ والبعض قال أنها لوحة لوالدته، لكن المذهل في اللوحة أن تقاسيم وجه الموناليزا نفس تقاسيم وجه دافنشي وكأنه رسم نفسه تحت تساؤل مفاده  “ماذا لو كنت إمرأة!”.

توفي ليوناردو دافنشي في يوم 2 مايو 1519 عن عمر67 عاماً؛ وكتب في وصيته وهب جميع ممتلكاته لإخوته في فلورنسا ووهب بعض منها للفقراء، ووضح رغبته في أن يدفن في كنيسة سانت فلورنسا، وبعد وفاته بفترة نشب صراع بين الكاثوليك والمسيحيين الفرنسيين ونُبِش قبره من قبل المخربين وسرقوا أجزاء القبر كلها فضاعت رفاته.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.