هجرة الشباب المغاربي في معرض الكتاب بوجدة
هاسبريس :
تحت شعار “لنعبر عن الشباب، لنكتب الأمل”، التأم ثلة من المثقفين والباحثين في مائدة مستديرة، نظمت صباح اليوم الجمعة 22 شتنبر احالي بوجدة ضمن فعاليات المعرض المغاربي للكتاب، حول موضوع ” الشباب المغاربي .. العيش هنا أو الحلم بالهناك “، بمشاركة مثقفين من المغرب العربي وأوروبا وإفريقيا شعراء وروائيين وقصاصين ومؤلفين مسرحيين وفنانين، وممثلين عن مؤسسات جهوية ومهنيون في قطاع نشر وتوزيع الكتاب، وذلكــ خلال فعاليات الدورة الأولى من معرض “آداب مغاربية”، الذي ينظم بمبادرة من وكالة تنمية جهة الشرق وولاية جهة الشرق ومجلس الجهة من 21 إلى 24 شتنبر الجاري، كما يحضر خلال هذه التظاهرة .
كما تضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية، العديد من الموائد المستديرة التي تطرح للنقاش مواضيع متصلة، أساسا، بقضايا الشباب المغاربي والهجرة والكتابة والنشر، حيث ترأس المائدة المستديرة المعنية كل من محمد امباركي،المدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق، ورئيس المعرض ، وإدريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان والعربي امرابط، الباحث في قضايا الهجرة فضلا عن نعيمة ياحي الباحثة الجزائرية في التاريخ .
إلى ذلكـ ، قَاربَ المشاركون، في هذا اللقاء مسألة هجرة الشباب المغاربي من زوايا متعددة ، والإحاطة بأبعادها الثقافية والفنية والسوسيولوجية، والبحث في الأسباب التي تدفع بالشباب لعبور المتوسط للالتحاق بالضفة الأخرى ، وتفكيك خيوط ظاهرة الهجرة، التي ليست وليدة اليوم بل هي ممتدة عبر الزمن، واستجلاء فصول هذا الحلم الذي يراود الشباب، وتحديد مدى مشروعيته، ومدى القدرة على انتاجه .
وبعد أن تحدث اليزمي عن إبداع الشباب المغاربي في المهجر ، أكد أنه لا ينبغي النظر إلى الهجرة بمنظور سلبي، بل باعتبارها فرصة “لاكتشاف الآخر ، وثقافة أخرى ، ووجه آخر ، وحب الآخر “.
من جانبها، تناولت نعيمة ياحي ظاهرة الهجرة في علاقتها بالموسيقي، مشيرة إلى أن الراب والهيب هوب يمثلان إحدى أدوات قياس أحلام الشباب وخيبتهم، ومعلنةً أن الراب كثيرا ما يعبر عن تذمر الشباب من ظروفهم الاجتماعية ومن غياب الآفاق في المغرب العربي .
في حين أشار العربي امرابط إلى أن الشباب يختلفون في طموحاتهم وفي أحلامهم، وكذا في طريقة سعيهم لتحقيق مشروع حياتهم، إلا أن الشيء الذي أضحى يفرض نفسه حاضرا ومستقبلا ، أن فرص الشغل في الدول المتقدمة التي يحلم الشباب بالعيش فيها لم تعد متاحة للجميع ، بحيث لا يلجها إلى أصحاب الخبرات والمهارات العالية.
وتطرقت بعض المداخلات، خلال هذا اللقاء، لموضوع بناء مغرب عربي موحد، حيث تمت الإشارة إلى مدى إمكانية مساهمة المثقف المغاربي ، من خلال إبداعاته وإنتاجاته في تحقيق هذا الطموح الذي يراود الشعوب المغاربية .