من حي الزرايب إلى الملاح مشاريع ‏ملكية تُعيد الحياة لمراكش العتيقة

هاسبريس :

 

كان صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، قد أشرف الثلاثاء الفارط ، على إعطاء انطلاقة عدة ‏مشاريع كفيلة بضمان حياة جديدة للمدينة القديمة لمراكش، وتعزيز إشعاعها الدولي، والارتقاء بجودة ‏حياة سكانها وزوارها.‏
وهكذا، أعطى جلالة الملك انطلاقة الشطر الثاني من مشروع تهيئة محيط أسوار المدينة القديمة ‏لمراكش، وبرنامج التأهيل الحضري لحي الزرايب، ومشروع إنجاز تجهيزات للقرب على مستوى ‏حي الملاح، وذلك باستثمار إجمالي تناهز قيمته 110 مليون درهم.‏
وتحمل مختلف هذه المشاريع، التي تشكل جزءا من المخطط التنموي “مراكش.. الحاضرة ‏المتجددة”، في طياتها، طموحا جديدا للمدينة القديمة، انسجاما مع الانتظارات والتطلعات المشروعة ‏لساكنتها، وذلك من أجل النهوض بالإطار العمراني لهذه الحاضرة، والحفاظ على إرثها التاريخي، ‏المادي واللامادي، وتحسين ظروف ولوج الساكنة للخدمات الأساسية.‏

 

وتسعى مختلف المشاريع التي أعطى جلالة الملك انطلاقتها، اليوم الثلاثاء، إيجاد ظروف تنمية ‏متناغمة ومستدامة، وذلك من خلال تحسين ظروف عيش الساكنة، وتعزيز الخدمات والبنيات التحتية ‏الأساسية، وتكريس مكانة مدينة مراكش باعتبارها وجهة سياحية رائدة ، لقاطرة السياحة في الدول ‏المغاربية والعالم العربي .‏
ويروم مشروع تهيئة محيط أسوار المدينة القديمة، تثمين الأسوار التاريخية، وتمكين ساكنة الأحياء ‏المجاورة من مجموعة من التجهيزات الرياضية والترفيهية للقرب، والارتقاء بالمظهر الجمالي ‏للشوارع المحاذية للأسوار.‏
ويمتد الشطر الثاني من هذا المشروع بغلاف مالي يقدر بــ 23 مليون درهم ، والذي أعطى جلالة ‏الملك انطلاقته اليوم، من باب قشيش إلى باب أيلان مرورا عبر باب الدباغ وباب عودة السعدية، ‏حيث يهم إحداث ممشى للراجلين محاذي للأسوار، وتهيئة ساحات وساحات صغرى مزينة بنافورات، ‏وإحداث ملاعب رياضية للقرب.‏
كما يتعلق الأمر بإحداث فضاءات للرياضة والترفيه مخصصة للأطفال والشباب، وإحداث فضاءات ‏خضراء تتألف من باقة نباتية متنوعة ومتلاءمة مع طابع الموقع، وتهيئة باحات لركن السيارات.‏
ويوجد الشطر الأول من مشروع تهيئة محيط أسوار المدينة القديمة، الذي رصدت له استثمارات ‏بقيمة 27 مليون درهم، في طور الإنجاز، حيث يمتد من باب احمر إلى حدائق أكدال.‏
أما برنامج التأهيل الحضري لحي الزرايب بغلاف مالي يقدر بــ 70 مليون درهم ، فيشمل معالجة ‏البنايات الآيلة للسقوط (128 وحدة)، وهدم البنايات المهددة بالانهيار التي يتعذر أن تشملها أشغال ‏التدعيم أو الإصلاح لــ 22 وحدة ، وترميم خمسة أضرحة وبعض أجزاء الأسوار، وتجديد واجهات ‏البنايات، وتهيئة حديقة “باب الخميس”.‏
ويروم هذا البرنامج الذي يعد ثمرة شراكة بين وزارة السكنى وسياسة المدينة المُمولة له، وولاية ‏جهة مراكش آسفي، وجماعة مراكش، والوكالة الحضرية لمراكش، ومجموعة التهيئة العمران من ‏خلالها إنجازها المنتدب، إلى تحسين ظروف عيش الساكنة، والارتقاء بجمالية المشهد الحضري، ‏واجتثات البنايات غير اللائقة للسكن، وتعزيز الشبكة الطرقية، وإدماج الحي المستهدف ضمن النسيج ‏الحضري.‏
وبنفس المناسبة، أعطى جلالة الملك انطلاقة أشغال إنجاز تجهيزات للقرب على مستوى حي الملاح، ‏لاسيما إعادة تهيئة ساحة “الميعارة” بغلاف مالي يقدر بــ 7،7 مليون درهم ، وبناء حضانة بغلاف ‏مالي قدره 2،7 مليون درهم ، ونادي للأشخاص المسنين بغلاف مالي يقدر بــ 3 ملايين درهم ، ‏ومركز نسوي بغلاف مالي يقدر بــ 3 ملايين درهم وتأتي هذه التجهيزات المنجزة في إطار شراكة ‏بين وزارة السكنى وسياسة المدينة، وجماعة مراكش، والوكالة الحضرية لمراكش، ومجموعة ‏العمران، في إطار تنفيذ الشطر الثاني من برنامج التأهيل الحضري لحي الملاح، وهو البرنامج الذي ‏يروم الحفاظ على المكون اليهودي للهوية المغربية، والذي يكرس قيم التسامح والتعدد الثقافي والعمق ‏الحضاري والانفتاح التي تميزُ المملكة المغربية .‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.