أوضحت الكاتبة الصحافية البريطانية “لويز باتين”في تحقيق صحافي لها، ان السفينة تيتانيكـ في رحلتها الأولى والأخيرة من ميناء “سوتامبتون” في أنجلترا إلى “ميناء نيويوركـ ” بالولاية المتحدة الإمريكية، ارتطمت بجبل جليدي عائم “أيسبيرغ” في ليلة 14 أبريل عام 1912 بسبب خطأ اساسي في توجيه الدفة، وارجعت كارثة الغرق السريع للسفينة العملاقة، إلى كون مسؤول من ضباط “التيتانيكـ” اقنع القبطان سميث Smith بإمكانية مواصلة الابحار، رغم حادثة الإرتطام.
وأفادت “باتين”حفيدة تشارلز لايتولر الضابط الثاني على السفينة تيتانيك،ان حقيقة ما حدث قبل أكثر 100 عام ، ظلت كملف سري بسبب الخوف من تلويث سمعة جدها “وتستر لايتولر”الذي اصبح لاحقا بطلا من أبطال الحرب العالمية الأولى 1914- 1918، حيث ظل يعتبر اكبر ضابط نجا من كارثة غرق الباخرة العملاقة المذكورة .
ولم تخف الكاتبة الصحافية “لويز باتين” أن المعطيات التي توصلت لها من خلال مراجعة وثائق التحقيقين اللذين أُجريا في لندن ونيويوركـ على جانبي ساحلي المحيط الاطلسي،تخوفا من ان يتسبب كشف هذه الحقيقة في افلاس مالكي شركة “النجمة البيضاء” للملاحة White Star Line، وبالتالي كان تعميق التحقيقين سيفضيان إلى ابعاد زملائه من الناجين عن وظائفهم.
وأبرزت باتين في مقال تحقيقي لها بصحيفة “ديلي تليجراف”البريطانية، أن طاقم “التيتانيكـ” كان بإمكانه تجنب الجبل الجليدي بسهولة لولا التخبط.”حيث”بدلا من ادارة دفة تيتانيك بأمان الى يسار الجبل الجليدي، فور رصده امامهم مباشرة، ارتعب مدير الدفة روبرت هيتشينس وحولها الى الاتجاه الخطأ.”
وقالت باتين التي اطلقت تصريحاتها بالتزامن مع الاعلان عن روايتها الجديدة “جيد مثل الذهب” Good as Gold ، انه عند التحول من السفن الشراعية الى السفن البخارية كان هناك نظامان مختلفان لتوجيه الدفة، حيث كان أحد النظامين يتطلب بشكل صعب تحويل العجلة في اتجاه والاخرى في الاتجاه المعاكس تماما، مضيفة انه فور اكتشاف الخطأ “لم يكن امامهم سوى اربع دقائق لتغيير المسار وفي الوقت الذي اكتشف خلاله “الضابط الاول وليام مردوخ” خطأ هيتشينس ، محاولا تصحيحه حينها كان الوقت قد مضى.” ولم يكن جد باتين حاضرا في وقت الاصطدام ولكنه كان موجودا في اجتماع اخير لضباط السفينة قبل غرق تيتانيك. وهناك لم يسمع بالخطأ الفادح الذي وقع فحسب وانما سمع ان “جيه بروس ايسماي” رئيس مجلس ادارة شركة وايت ستار للملاحة White Star Line التي تملك السفينة تيتانيك اقنع القبطان بمواصلة الابحار وهو ما عجل بغرق السفينة المنشرخة .