على سكة التعاون السوسيو ثقافي، مراكش تحتفي بشخصيات مغربية وإفريقية
سـعـاد تـقـيـف :
في أجواء مميزة، وتحت وهج تنظيم محكم، تم مؤخرا بمراكش تكريم شخصيات مغربية وإفريقية من طرف مؤسسة ” Trophée de L Africanité في نسختها الثانية عشرة .وقد كافأت مؤسسة “Trophée de L Africanité ، التي يتراسها نصر الله بلخياط ، أكثر من مائة شخصية من العالم الاجتماعي والاقتصادي من دبلوماسيين وسفراء وسياسيين رفيعي المستوى الذين برزوا في مجال اشتغالهم وحققوا التميز القيادي ، خدمة للشراكة والتبادل جنوب جنوب وتعزيز روح الأخوة والتضامن.
هذا، وقد مثل الرئيس النيجري إيسوفو، سفير بلاده بالرباط “ساليسو آدا” ، في التظاهرة، وحصل على جائزة الشرف لأنه كان وراء مشروع السد المشيد على نهر النيجر ، الذي سيساعد على توسيع نطاق الزراعة المروية وتلبية الطلب على الكهرباء.
في ذات السياق، حظيت الباحثة والكاتبة الشاعرة ثريا إقبال،عضو مجلس جهة مراكش آسفي بـ”جائزة إفريقيا” عن كتابها “بوردا في الصحراء” الذي يشيد بالقيم الروحية للصوفية، وقضايا التبادل الحضاري والثقافي من خلال اللوحات والنصوص، كما تم تتويج الفاعلة الجمعوية نادية زاد ، عن مشروعها المخصص إنتاج “سبيرولينا” ، ذو الفوائد الصحية والطبيعية ، بالإضافة إلى الصحفية والناشطة الموريتانية “دياري نداي” ، من أجل دفاعها وإهتمامها بقضايا النوع الإجتماعي، ودفاعها عن حقوق النساء ، وكرئيسة لمؤسسة “EDFE” للمنظمات غير الحكومية .
وإرتباطا بذات الموضوع، تم منح ذات الجائزة إلى كل من علي وحيد ، مؤسس المحكمة الإفريقية للتحكيم والوساطة ، التي تم إنشاؤها في 6 أبريل الفارط في مراكش، وعبد الحكيم دريوش رئيس النادي الأولمبي اليوسفية بسبب تفانيه في القضية الاجتماعية والرياضية لصالح الشباب في مدينة اليوسفية ، و”بيرتين ليوبولد كواييب” المتحدث الدولي والناشط النشط للتقارب الثقافي بين المغرب والكاميرون و”حمزة زريميك” ، فنان الرسوم المتحركة المتطوع مع أكثر من 200 مؤتمر في الجامعات والكليات للشباب في المغرب ، و المبارك الحاجي تيكورة رئيس اتحاد التلاميذ والطلاب والمتدربين الأفارقة “”CESAM-Marrakech في المغرب.
وفي تصريحات لــ “هاسبريس” أعرب المتوجون عن شكرهم لمؤسسة ” Trophée de L’ Africanité “تروفي دو لافريكانتي” ، وعن أهمية تعزيز مختلف سبل التعاون الإفريقي على شتى الأصعدة الإقتصادية والسوسيو ثقافية والرياضية قصد تنمية إفريقيا وتوطيد التضامن في القارة السمراء.
وللإشارة، فإن جوائز Trophée de L Africanité ، المعترف بها دوليًا الآن ، تعتبر إنجازًا بارزًا للالتزام الشخصي أو المجتمعي بتحسين الظروف الاجتماعية والإنسانية في أفريقيا،إستحضارا للرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول مضامين التعاون جنوب جنوب، كمحور استراتيجي في علاقات المغرب مع محيطه، وتمثينا للحضور المتزايد للمغرب في إفريقيا ، خصوصا بعد عودته القوية إلى مكانه الطبيعي والتاريخي الثقافي والجيو سياسي، ومن خلال تأثيره الإيجابي في مختلف القضايا والملفات الإفريقية الكبرى، سواءا من خلال الدور الحيوي الذي يلعبه في مجال فض النزاعات والتصدي للإختلالات التنموية بالقارة السمراء، أو عبر تعزيز التلاحم بين الشعوب الإفريقية، والمساهمة في إرساء الأمن والاستقرار.
وللتذكير، فإن المغرب عضو في تجمع دول الساحل والصحراء الذي يضم 27 دولة إفريقية، وبلادنا تحتضن مقر مجموعة الدول الإفريقية الغربية المطلة على المحيط الأطلسي؛ هذه المجموعة المدعوة للقيام بعمل مهم في مجالات محاربة الإرهاب والهجرة السرية وتجارة المخدرات، وفي مجال التعاون في عدة قطاعات.
كما أن الزيارات الملكية المتواصلة للدول الإفريقية الشقيقة ساهمت في دعم وتنشيط الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية والشعبية المغربية، من خلال تشجيع الاستثمارات الهامة التي قام بها القطاع الخاص في العديد من المجالات الحيوية التي تعزز وتنمي القدرات الداخلية والبنيات التحتية للدول الإفريقية، مساهما بذلك في دعم جهود هذه الدول في إقرار التنمية وتوفير شروط الأمن والشغل والسلامة البيئية والصحية.