وداعا المختار الكنيديري : الرجل الذي إشتغل في صمت ورحل في صمت
مـحـمـد الـقـنـور :
غادر عالمنا ليلة الاحد الماضي 18 غشت الحالي الفنان المسرحي والفاعل الجمعوي المختار الكنيديري بعد معاناة مع المرض تسبب في اختفائه عن الساحة منذ مدة.
وبرحيل الفنان المثقف والأديب المختار الكنيديري تكون مدينة مراكش قد فقدت قامةً مبدعة، وإنساناً دمثاً، وابناً باراً بمدينته وبوطنه، وفياً لنهج قيادته، محباً لثرى بلاده، برز في مجالات الإبداع المسرحي،والتنظيم الثقافي، وإن ظل بعيدا عن مواقع المسؤولية الجمعوية والثقافية، أحد أبرز أعمدة العمل الجمعوي، وفاعلاً مجدداً ورمزاً من رموز التنمية الفنية ولثقافية في جهة مراكش آسفي.
لقد تميز الراحل المختار الكنيديري في عمله، ومساهماته، وبعض كتاباته في الجرائد الوطنية بدفق المحبة لوطنه وإنسانه، بالحر في الإبتعاد عن الأضواء، والعمل بكل تواضع ومحبة، فقدم من خلال منصة جمعية شبيبة الحمراء بمراكش أروع آيات العطاء والإسهام الثقافي الذي لا ينضب، بينما حجزت له مشاركاته الفاعلة داخل جمعية الأطلس الكبير مكاناً مرموقاً في المشهد الثقافي والرياضي المغربي، حيث مثّل مدينته مراكش وطنه خير تمثيل.
كما جسّد الراحل المختار الكنيديري ، في سيرته الخاصة ومواقفه التنظيمية وملامحه الإبداعية المسرحية والثقافية، حقيقة النهج المغربي المضيء في التواصل مع المحيط المحلي والجهوي والوطني والدولي .
ومهما يكن، قد كان الراحل الأستاذ المختار الكنيديري رجلا متواضعا وصادقا ، وكنت أجده كلما إلتقيتُ به منشغلا بشؤون مدينة مراكش وهمومها وقضاياها، فألمس في حديثه وفي تعبيرات وجهه ذاكــ الانتماء الأصيل لثقافتها. كما أبرز، وذاكـ التفاعل الإيجابي مع الثقافة العالمية، والانتماء للحضارة الإنسانية، وقيمها المبنية على خير الإنسان وعلى الجمال والفضيلة والإحترام لكل البشرية.
لقد ترك الراحل المختار الكنيديري كمثقفا عضويا من أحياء مدينة مراكش بصمته في مجالات عدة، في العمل الجمعوي وفي الأدب الشعبي ومشاركات ناصعة ونادرة في مختلف المنتديات والملتقيات المهرجانات التي كان يحضرها أو يساهم في تنظيمها ، من أجل تطوير العمل الفني والأوجه الثقافية.
فقد أسهم المختار الكنيديري يرحمه الله ، بكل تفان وتواضع، بتجاربه وبموهبته وخبرته وجهوده في تعزيز حضور مراكش في المحافل والمؤسسات الثقافية الوطنية والعربية والعالمية، تكشف مدى حرصه الدائم على مواكبة المكانة الريادية المرموقة التي يحتلها المغرب في مجالات النهضة الشاملة.
لقد كان المختار الكنيديري، ذاكـ الرجل الجريء، الخدوم، البعيد عن الأضواء والمتفاني في عطائه الجمعوي والثقافي والفكري والوطني، لكن بصماته ستظل واضحة وباقية في إنجازاته التنظيمية على قلتها وقد تذكرها الأجيال التي تتلمذت على يديه في مجالات المسرح والأنشطة الثقافية الموازية والعمل الجمعوي الجاد والبناء .
وطبيعي ، فإن الفقيد المختار الكيديري سيبقى في ضمير من عرفوه من تلاميذته وزملائه وزميلاته في الميدان الثقافي والفني، وسيحيا كقامةً مراكشية ومغربية وطنية وعربية، بما تركه من أثراً كبيراً في تطور المشهد الجمعوي الثقافي في مراكش
رحم الله الفقيد الفنان المختار الكنيديري، وألهم عائلته وذويه ورفاقه وزملائه وزميلاته ومحبيه أسمى دواعي الصبر وأبلغ عبارات السلوان .