نساء سعوديات فقيرات ومهمشات خارج العصر، وأكواخ تتناسل في ظل قصور علية القوم

هاسبريس  :

يبدو من الوهلة الأولى عند مشاهدة الأخبار الرسمية على بعض القنوات المطبلة، وأثناء تَصفُّح مجلات وجرائد البترول الخليجية وقواعد البيانات الوطنية والدولية أن لا وجود للفقر بكل تداعياته في السعودية، خصوصا وأن هذه الآفة يُضرب حولها جدار من صمت وتعتيم في السعودية، هذا البلد الذي روج لغناه وثرائه النفطي ولإقتصادياته المنتعشة بالسياحة الدينية التي تدرّ عليه مليارات الدولارات سنويا، لكن الواقع المرّ مناقض تماما لتلك الصورة البرّاقة والتي تتفنَّن في رسمها كل مرة الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة في تحسين صورتها دوليا والإخفاء المحكم لآفة الفقر.

والواقع أن الفقر ليس موجودًا فحسب، بل هو مُتفشٍّ بسبب الفجوة الواسعة بين طبقة الصفوة وباقي المواطنات والمواطنين البسطاء ممن لا يتوفر بعضهم حتى على أوراق الإنتماء والهوية السعودية، وتتحمّل البطالة جزءا كبيرا من المسؤولية عن الفقر الذي تسلّل إلى المجتمع، حيث رفعت العديد من كاميرات الصحافة الدولية وأقلام الصحافيين ممن زاروا السعودية الستار عن الأحياء التَّعيسة المختبئة وراء القصور الفارهة، حيث يكشّر الفقر عن أنيابه في السعودية مع ارتفاع عدد السكان الذي وصل إلى 32.5 مليون نسمة سنة 2017، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة.

وتفيد إحصائيات منظمة العمل الدولية بأن البطالة تتفشَّى وسط الشباب، لاسيَّما الإناث منهم، فقد بلغ معدل البطالة للفئة العمرية (15-24 سنة)، حسب تقديرات المنظمة، 25% في 2017، وقُدِّر بين الذكور لنفس الفئة العمرية الشابة بـ 18.4%، مقابل النسبة الصارخة للإناث والمقدّرة بـ 46.9%، وتشير كل هذه الأرقام إلى أن درجة البؤس ستستمرّ في الارتفاع خلال السنوات القادمة.

في سياق مماثل، ينهش الفقر تلك الأسر التي تفتقد إلى معيل، وكذا المطلقات والأرامل اللواتي يتدبّرن أمر أطفالهن، ويرجع السبب الرئيسي لبطالة النساء إلى القيود الصارمة التي تفرض موافقة ولي الأمر للعمل والتنقل، وإلى قلة الوظائف المتاحة للنساء السعوديات الأميّات وذوات المستوى التعليمي المتدنّي.

هذا، وينعكس فقر أولئك النساء السعوديات – وأكثرهن غير متعلمات بسبب تفشي العقليات الذكورية والنمطية العشائرية – حتما على حرمان أطفالهن من أهم حق وهو التعليم، حيث تظهر أحدث البيانات التي نشرها البنك الدولي أن 80.2 ألف طفل لم يلتحقوا بالمدارس الابتدائية سنة 2014، وارتفع عددهم كثيرا مقارنة بـ 68.3 ألف طفل سنة 2013، وكل تلك العوامل سمحت بسقوط العديد من المواطنين في براثن الفقر المدقع.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.