وداعا “إيدير” الجيولوجي الذي رفع الفن الأمازيغي إلى قِمم العالمية

هاسبريس :

توفي ليلة أمس السبت 2 ماي الحالي على الساعة التاسعة والنصف مساء. الفنان حميد شريات الشهير بـ”إيدير” بمستشفى بيشا في باريس بفرنسا، عن عمر ناهز 71 سنة بعد صراع طويل مع المرض، حيث أعلن عن وفاته من طرف أسرته، في خبر نشرته عائلة الفنان الفقيد على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة أنه أسلم الروح إلى بارئها جراء مضاعفات مرض تنفسي بمستشفى “بيشات كلود بيرنارد” بعاصمة الأنوار الجريحة جراء تفشي وباء كورونا كوفيد 19.

هذا، وإزداد حميد شريات، في 25 أكتوبر 1949 في آيت لحسن، بالقرب من تيزي وزو، عاصمة القبائل الكبرى في الجزائر، حيث درس خلال المرحلة الإبتدائية بمسقط رأسه، لينتقل إلى الجزائر العاصمة كطالب جيولوجيا، سنة 1973 .

وكانت إستضافة “إيدير” من طرف راديو الجزائر العاصمة نقطة غيرت مسار حياته نحو الفن الأمازيغي، حيث حل محل المغنية نوارة، الملقبة بأيقونة الأغنية القبائلية، لتتمكن أغنيته باللغة الأمازيغية “أفافا إينوفا” من كسب صيت عالمي، في الوقت الذي كان يؤدي فيه الخدمة العسكرية.

وفي العام 1975، سافر إلى باريس من أجل إنتاج أول ألبوم له بعنوان “أفافا إينوفا”، ليلبث لمدة عشر سنوات، من 1981 إلى 1991، مختفيا عن الساحة،قبل أن يستأنف مساره الفني بعد ذلك. إذ في أكتوبر من سنة 1999، وقع على عودته الموسيقية من خلال ألبوم “إيدونتيني” Identités، الذي مزج من خلاله الفن “الشعبي” الجزائري، بلحكايات القبائلية والأساطير المروية والنابعة من عمق الثقافة الأمازيغية،مستعملا مختلف الإيقاعات المستوحاة من الفلكلور القبائلي وهارمونية الموسيقى الغربية، لتشكل أغانيه المكتوبة بالأمازيغية القبائلية أو الفرنسية ، تيمات تتوحد فيها نورانية الإنسان، وعمق التاريخ وعبق الأحجيات الشعبية المفعمة بالدلالات والرمزية ، من بينها أغنيته الشهيرة “أفافا إينوفا”التي غدت من ضمن المقطوعات العالمية، وأغنية “زويت رويت”، وأغنية “سفيي” وأغنية  “سندو”.

هذا، وغطت  أغنيته “أفافا إينوفا” (يا أبي إينوفا)، مختلف آفاق الموسيقى الأمازيغية، وتمت ترجمتها إلى عدة لغات حية ، في العالم بأسره. فموسيقاها الهادئة تعكس ثقافة، وحضارة ونمط حياة أمازيغي عريق.

في سياق متصل،أوضحت الصحافة الفرنسية خصوصا، أن إيدير ظل يملأ صالات المسارح في اوروبا ومختلف دول العالم بهجة وإيحاءات ثقافية وحضارية عروضه،حيث تتجاوزت شهرته المجتمع القبائلي.لدرجة وصفه من خلالها المفكر الفرنسي وعالم الاجتماع بيير بورديو، بكونه لم يكن مغنيا كالآخرين. وإنما كان فردا من كل عائلة.وفي المغرب، حيث تمت دعوته عدة مرات لإحياء مجموعة من الحفلات، كان هذا الفنان القبائلي يحظى بكل الإعجاب والتقدير.

ومعلوم أن الفنان الراحل حميد شريات الشهير بـ”إيدير”ففي 2016، سبق له أن حظي بتتويج جائزة “الرباب الذهبي”،  بالمهرجان الدولي للراي،في مدينة وجدة، والذي نظم تحت إشراف المجلس الدولي للموسيقى، الشريك الرسمي لليونسكو في باريس، كإعتراف من اللجنة المغربية للموسيقى العضو الدائم بالمجلس الدولي للموسيقى، بالمسار الإبداعي الزاخر الفني لهذا الطود الفني الأمازيغي، والعالمي .

ومع رحيل إيدير، مؤلف الأغنية الشهيرة والخالدة “أفافا إينوفا”،يكون عالم الأغنية الأمازيغية قد فقد أحد رموزه الكبار، بعدما خلف سبعة ألبومات منذ صدور أفافا إينوفا  الصادر في سنة 1976 كما تضمنت هذه الألبومات أشهر أغانيه التي أذيعت في أكثر من  77 بلدا وترجمت إلى 15 لغة،ليتحول إلى أحد سفراء المجتمع القبائلي الأمازيغي في العالم.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.