وفد أمريكي إسرائيلي رفيع المستوى يعتزم زيارة المغرب
هاسبريس :
حل اليوم الإثنين 21 دجنبر الحالي بإسرائيل ،كل من “جاريد كوشنر”،مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، و”مئير بن شبات”،رئيس مجلس الأمن القومي، من أجل ترؤسهما لوفد أمريكي إسرائيلي يعتزم زيارة المغرب في بادرة تعتبر هي الأولى من نوعها إلى المملكة، في أطار اتفاق البلدين بإستئناف العلاقات الدبلوماسية، وذلكــ ، عبر رحلة تجارية مباشرة من تل أبيب إلى الرباط.
هذا، وأجرى الملك محمد السادس، اتصالا هاتفيا مع الرئيس دونالد ترامب، أخبر فيه هذا الأخير الملك بأنه أصدر مرسوما رئاسيا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية، لتطوير العلاقات الثنائية وتوطيد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وكتجسيد لهذه الخطوة السيادية الهامة، ألغت الولايات المتحدة الأمريكية مصطلح الصحراء الغربية من قاموسها واعتمدت رسميا، الخريطة الكاملة للمغرب، بعد إزالة الخط الفاصل بين المملكة وصحرائها، حيث راسلت كافة الإدارات الأمريكية داخل الولايات وعبر العالم بنص المرسوم الرئاسي لتنفيذه، وذلك لتغيير الخرائط الدبلوماسية المعتمدة بكافة السفارات والمصالح القنصلية عبر العالم بخرائط جديدة تحمل إسم المغرب على كافة الخريطة من طنجة إلى الكويرة.
وأبلغت كذلك السلطات الأمريكية، رسميا، مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، بفحوى الإعلان الصادر عن الرئيس دونالد ترامب، وذلك بعد نشر المرسوم الرئاسي في السجل الفيدرالي الأمريكي.
كما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية.
وتجدر الإشارة إلى أنه على مرّ العقود أكدت الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ عهد بيل كلينتون دعمها للمخطط المغربي للحكم الذاتي للصحراء. كما وجب التذكير بأن جذور العلاقات المغربية الأمريكية ترجع إلى ما قبل القرن الثامن عشر، حيث أقدم سلطان المغرب محمد الثالث سنة 1777 على إصدار وثيقة رسمية تعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية. وبهذا يُعتبر المغرب من أعرق الحلفاء للولايات المتحدة.
ومراعاة للدور التاريخي الذي يلعبه المغرب في التقريب بين الشعوب لتعزيز السلام والاستقرار، فقد قرر المغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل، حيث سبق وأعلن بلاغ صادر عن الديوان الملكي، أنه سيتم «تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من وإلى المغرب»، وكشف أنه «سيتم تطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي» بين البلدين. وعليه سيسمح المغرب بإعادة فتح مكاتب للاتصال في الدولتين، كما كان عليه الشأن سابقاً ولسنوات عديدة، إلى غاية 2002.
ومعلوم ، أن المغرب يتميز باعتراف عالمي كبلد لقيم التسامح والتعايش بين الأديان، إذ يأكد في دستوره بأن “المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية. كما أن الهوية المغربية تتميز بتبوئ الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها، وذلك في ظل تشبث الشعب المغربي بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية جمعاء”.
من جهة أخرى، وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، شدد الملك محمد السادس على أن موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير، معبراً عن دعم المغرب لـ«حل قائم على دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام». كما أكد جلالته بأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لا تزال السبيل الوحيد للتوصل إلى حل نهائي ودائم وشامل للنزاع.