حقوقيون يشيرون بالمعطيات لوفاة تلميذ بمراكش في ظروف غير مسؤولة
هاسبريس :
قضى طفل تلميذ في عمر الزهور ” 14 سنة” نحبه،بسبب نوبة قلبية، صبيحة اليوم الثلاثاء 25 ماي الجاري ، في ظروف وصفت من طرف شهود عيان بالمأساوية، وكان الطفل الهالكـ يتابع دراسته بالمستوى الاول اعدادي، بالمؤسسة التعليمية الكائنة بديور الشهداء ،في حي سيدي يوسف بن علي، بمراكش .
هذا، ولفظ الطفل التلميذ أنفاسه الأخيرة،على مقربة من باب أغمات، بعدما كان على متن دراجة نارية ثلاثية “تريبورتور” أثناء طريقه إلى المستشفى الجهوي ابن زهر لإسعافه رفقة والده.
ومباشرة بعد توصلها بالمعطيات حول الحادث، دخل فرع المنارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان على الخط ، مشيرة في بلاغ صحافي توصلت به “هاسبريس” أن الطفل الضحية قد اصيب بأزمة صحية ، وتم نقله من طرف ادارة المؤسسة التعليمية على متن سيارة خاصة لمنزل اسرته ، التي اضطرت بدورها للبحث عن وسيلة لنقله للمستشفى ،فلم تجد سوى الاستعانة بدراجة “تريبورتور”.
وكشفت ذات الجمعية، ان عملية انقاذ حياة الطفل والإسراع به لتلقي الاسعافات والعلاج اللازمين لم تكن في المستوى المطلوب الإداري، مشيرة، ان الموسسة التعليمية لم تقم بمهامها الاعتيادية وتملصت من مسؤوليتها في حماية سلامة وصحة الطفل ، بعدم نقله مباشرة الى المستشفى عبر سيارة الاسعاف وهو الإجراء الصحيح المتعين القيام به خاصة أن إدارة المؤسسة هي ممثل الوزارة نفسها والناطق باسمها وكل ما يتعلق بتقديم الإسعافات العاجلة تتحمله الإدارة وليس إرسال الطفل إلى منزله وتعطيل زمن التدخل الطبي العاجل.
وشدد فرع المنارة مراكش الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، على أن الحق في الحياة من أقدس الحقوق وأسماها ، وكذا الحق في السلامة البدنية، مما يعتبر من الحقوق المكفولة دستوريا والمعلن عنها بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
وخلصت الجمعية المعنية، إلى أن الحوادث المدرسية وكل الإصابات الجسدية التي تلحق بالتلاميذ بفعل غير إرادي من طرفه، أو الناتجة عن فعل فُجائي وبسبب خارجي، أثناء وجوده في عهدة الأطر التربوية ، يتطلب تدخلا عاجلا من طرف الادارة التربوية للمؤسسة، حيث يظل دائما من واجباتها الاتصال بسيارة الإسعاف من أجل التدخل ونقل التلميذ على وجه السرعة الى المستشفى لإنقاذ حياته،مسجلة،إنعدام دور الصحة المدرسية في مراكش وغياب إجراء فحوصات دورية على المتعلمين وتتبع أحوالهم وفق ما منصوص عليه في المذكرات المشتركة بين وزارات التعليم والصحة والداخلية.
وأبرز فرع المنارة مراكش الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن المؤسسة التعليمية من المفروض أن تتوفر على كل المعطيات الصحية الخاصة بالمتعلمين واستعمالها عند الحاجة.
ولم تخف ذات الجمعية أسفها لوفاة الطفل،وإستغرابها تخلي المؤسسة التعليمية عن مسؤوليتها في عدم نقل التلميذ الى المستشفى دون تأخير ، كما تساءلت عن مصير التأمين الذي يتم استخلاصه سنويا دون ان يكون له اي أثر على الاسعافات والتدخلات التي من المفروض توفرها للتلاميذ أثناء وقوع حدث او طارئ قد يمس بصحة وسلامة التلميذ.
كما نبهت نفس الجمعية، إلى ضعف البنيات الصحة بمنطقة سيدي يوسف بن علي في مراكش، وهي المنطقة التي تعد من المناطق السكنية الهامة، والتي تضم عددا هائلا من المؤسسات التعليمية بمختلف الاسلاك ، والتي تتطلب تقريب وسائل التدخل السريع من سيارات الاسعاف ،والبنيات الصحية المؤهلة للتدخل والعلاج.
خلال نقله للمستشفى على متن “تريبورتور” بمراكش بعدما سارعت الاطر التربوية لنقله على متن سيارة حارس المؤسسة لمنزل أسرته.
ووفق مصادر مقربة، فإن والد الطفل المتوفي، لم يجد من وسيلة لنقله للمستشفى سوى دراجة “تريبورتور”، والتي لم تكد تغادر به مقاطعة سيدي يوسف بن علي، حتى توقفت اضطراريا قرب “باب اغمات”، بعدما تبين أن الطفل لفظ انفاسه الاخيرة متأثرا بالازمة الصحية المفاجئة.