نجية عوجاجي “أم الرضيع”مستشارة جماعية، عاشقة للعمل الجمعوي
محمــد الــقـنــور :
بقلب مفعم بالحنان وضمير مملوء بالمحبة للوطن ولكل مظاهر التنمية فيه ، وإيمانا بالرسالة النبيلة للمرأة المغربية في الدفاع عن الطفولة ، وتربية أجيال المستقبل التي لا تشكو من أي مركب نقص إتجاه الولوج للحياة العامة ، قررت المستشارة الجماعية نجية عوجاجي،نائبة الأستاذ يونس بنسليمان رئيس مجلس مقاطعة مراكش المدينة،بالملحقة الإدارية لباب تاغزوت، ذاكـ الحي العريق، والشهيرة بأم الرضيع الانخراط في العمل الجمعوي من بابه الواسع، لتصبح مواطنة متطوعة يحدوها عزم راسخ على تكريس حياتها لتحقيق التوازن العاطفي والتربوي لفائدة كل الأطفال .
وفي سبيل أداء هذه المهمة النبيلة، تمكنت هذه الفاعلة الجمعوية الشابة،في أن ترأس جمعية أباء وأمهات وأولياء تلاميذ مدرسة القايد العيادي، بحي قاع المشرع في منطقة الزاوية العباسية بمراكش، وهي مع كل ذلكـ عضو فاعلة في مجموعة من المدارس والإعداديات والثانويات بمراكش ، بدءا من مدرسة أسمارة، إلى ثانوية الموحدين، مرورا بالمؤسسات التعليمية ، أحمد الرشيدي وأم معبد وأحمد النور، وأحمد شوقي والرحالي الفاروقي، ومراكز التكوين المهني والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش آسفي ومركز المعاقين .
فقد طالما راودت نجية عوجاجي “أم الرضيع” فكرة سلك درب محاربة الهدر المدرسي ، والتطوع للإعتناء بالناشئة في وضعية صعبة، في سبيل دعم ومساندة أطفال فتحوا أعينهم على هذه الدنيا دون أن يجدوا حضنا دافئا يأويهم.
ولم تثنها مسؤولياتها العائلية والمهنية والتمثيلية ، عن المشاركات الميدانية في التنمية الإجتماعية ، من خلال مساعدات ذوي الحاجات الخاصة، عبر التوفير الدواء لهم، والمساهمة في توزيع الكراسي المتحركة، ولم تمنعها من الاهتمام بهؤلاء الأطفال الذين يشكلون أجيال الغد، لأسباب يقال إنها “ظروف قاهرة” والعناية بهم وإسعادهم وتوفير أسباب الراحة والطمأنينة لهم أملا في تبديد إحساسهم بالعزلة الاجتماعية والحرمان والنقص.
ويوما بعد يوم، يزداد إصرار نجية عوجاجي “أم الرضيع” على الكفاح وبذل الجهد من أجل الوفاء بما تعهدت به على نفسها اتجاه هذه الفئة التي تعتبر الحلقة الأضعف داخل المجتمع لما تحتاجه من عناية فائقة ومواكبة دقيقة حتى تنشأ في بيئة سليمة محصنة من كل الشوائب وتنال نصيبها من المحبة والحنان والدفء الأسري.
وبفضل انخراطها القوي في هذا العمل الإنساني، وبعيدا عن انشغالات الكبار ومشاكلهم، تحاول نجية عوجاجي “أم الرضيع” هذه الشابة الغوص في أعماق عالم الأطفال للتقرب أكثر منهم من خلال تهيئة مجالات التواصل الذكي معهم ، وأواصر اللعب الذهني ، في جو تسوده المحبة والمشاعر الفياضة، حيث تحرص عوجاجي على توظيف الكلمات العذبة المفعمة بالحنان واللطف في تواصلها مع هؤلاء الأطفال من أجل المساعدة على التنمية الدراسية والنمو الذهني المتكامل وتنمية قدراتهم المعرفية والحسية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقوية الإحساس لديهم بالانتماء للأسرة ولعوالم الدراسة وأطوار المشوار المدرسي التي تشكل نواة مجتمع المعرفة والعطاء .
كما تسعى عوجاجي هذه الرائدة الشابة وبصدر رحب، إلى تبديد جميع عوامل الخوف والشك في المستقبل لدى هؤلاء الأطفال، والإسهام من موقعها في تربية وتعليم الناشئة على نحو يتيح لهم كسب المعرفة ويرسخ فيهم كل المعاني والقيم النبيلة التي تشكل نبراسا لهم في حياتهم المستقبلية.
ويساعد قرب عوجاجي من هذه الشريحة من المجتمع، على تجديد طاقتها والتخلص من التعب اليومي، ”فكل مرة أتوجه فيها إلى قرية دار بويدار بتاحناوت أشعر بسعادة غامرة ورغبة جامحة في حضن هؤلاء الصغار الذين يمنحوني أكثر مما أقدم لهم”
تؤكد نجية عوجاجي “أم الرضيع”، في حديثها لــ “هاسبريس” مبرزة أن هؤلاء الأطفال أصبحوا مفعمين بالقوة والنشاط لمواجهة أعباء الحياة مستقبلا، دون أن تخفي أنها تسعى دوما الى المحافظة على علاقتها مع بعض الأمهات اللواتي لم يكن لهن من خيار سوى التخلي عن أطفالهن، من أجل زرع الثقة لديهن والعودة الى القرية لرؤية أطفالهن بشكل منتظم، حتى يتسنى لهن استرجاع فلذات أكبادهن لاحقا إذا ما سنحت وضعية الأسرة وتوفرت الإرادة والإمكانات المادية، كما تؤكد أن حبها لمسؤوليتها داخل مجلس مقاطعة مراكش المدينة، والتجارب التي راكمتها خلال تقلدها لثقة الناخبات والناخبين، مما بات يؤهلها لمواصلة العمل بكل جدية والانخراط في تفعيل مشاريع المجلس الجماعي لمدينة مراكش، القطاعية منها والمجالية، والهادفة إلى تطوير القطاع الخدماتي، وهو ما مكنها من الحصول على عدة شواهد تقديرية من مختلف المراكز والجمعيات التربوية والدوائر والأوساط الإنمائية ، وفي مناسبات متعددة .