ندوة علمية حول السلامة الطرقية بمراكش،تكشف هفوات سائقي الدراجات

هاسبريس :

تحت شعار “السلامة الطرقية رهانات التفعيل وتحديات تخليق قيم المواطنة- الدراجة النارية نمودجا “،وتخليدا للاسبوع الوطني للسلامة الطرقية،إفتتحت قبل قليل بغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة مراكش أسفي، أشغال الندوة العلمية السلاماتية،المنظمة من طرف الإتحاد الإقليمي لمهنيي مدارس تعليم السياقة بمراكش، بتنسيق مع الوكالة الجهوية للسلامة الطرقية لجهة مراكش أسفي.

هذا، وتميزت فعاليات الندوة،بمشاركة أعضاء من الإتحاد الوطني لجمعيات وأرباب مدارس تعليم السياقة وقانون السير والسلامة الطرقية،برئاسة دحان بوبرد رئيس الاتحاد المذكور،وعبد الرحيم بوبرد أمين المال بذات الإتحاد، وكل من ابراهيم الناصيري النائب الاول للرئيس وإلياس الرغوني الكاتب العام للإتحاد، وأحمد حونيف المنتدب بذات الاتحاد بمدينة اليوسفية، وميلود صمعي منتدب مدينة سطات، ومحمد دحو المنتدب بخريبكة وسميرة بوقرطاس عضو المكتب الوطني  ومولاي الحسن بن حمو عضو المكتب الوطني، وعبد الله بوبرد عضو المكتب الوطني بالمحمدية، بالإضافة إلى حضور مجموعة من ضباط ورجال ونساء الأمن الوطني التابعين لولاية أمن مراكش،والمختصين في قضايا السير والجولان بالمدرات الحضرية، فضلا عن أطر وعناصر من الدرك الملكي وممثلين عن مصالح الوقاية المدنية ومسعفين ومسعفات من الهلال الأحمر المغربي.

إلى ذلكــ ،إفتتحت فعاليات الندوة بكلمة ترحيبية لعبد اللطيف بغدوس رئيس الإتحاد الإقليمي المراكشي، تطرق خلالها إلى أهمية السلامة الطرقية، ومدى علاقاتها بالتمدن والمسؤولية، في الوقت الذي تناول خلاله علي لخروف المدير الجهوي للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية لجهة مراكش أسفي عرضا سلط فيه الضوء على مجموعة من المعطيات اللوجيستيكية والاحصائيات الخاصة بالسلامة الطرقية محليا وجهويا ووطنيا.

كما أبرز دحان بوبرد رئيس الإتحاد الوطني مدى العلاقة القائمة بين قطاع تعليم السياقة ومجالات السلامة الطرقية على مستويات الكفاءة واللوجستيك، والأفكار ذات الصلة بقطاع تعليم السياقة والسلامة الطرقية.

من جهتها،قدمت بشرى جلالي الخبيرة في مجال السلامة الطرقية، وعضو المكتب المسير لشبكة وحدة للسلامة الطرقية بالأقاليم الجنوبية،شريطا وثائقيا مفصلا حول موضوع إختلالات سائقي الدراجات النارية المرتكبة على الطريق،حيث أبرزت من خلاله خطورة تموقعاتهم بالقياس إلى  الشاحنات الكبيرة، والمقطورات الضخمة، فيما يصطلح عليه لدى خبراء السلامة الطرقية، بالزوايا الميتة، أوالنقاط العمياء، التي تنجم عن وفاة صاحب الدراجة قتيلا تحت عجلات هذه العربات.

كما أسهبت جلالي، في التطرق لمختلف الأسباب التي تجعل من سائقي الدراجات، الفئة الأكثر هشاشة على الطريق،والأقل آمانا، وسلامةً، إذ  تشكل هذه الفئة الحلقة الأضعف في المنظومة الطرقية،بسبب تعرضها للإرهاق،ونتيجة للمؤثرات الخارجية من رياح وأمطار وحرارة وإلتواءات ومنعرجات، ثم بسبب غياب الدقة في مستوى رؤيتهم ورؤية سائقي الشاحنات والمقطورات لهم،فضلا التهديدات المباغثة بالإنزلاقات والحفر والطرق الوعرة .

في سياق متصل، ألقى الضابط محمد الزعفراني ممثل الأمن الوطني عرضا حول هفوات إستعمال الطريق من طرف مختلف السائقين، حيث تناول بلغة الأرقام ودلالات الإحصائيات حيث شدد على أن الوقاية والزجر غير كافيين للحد من مخاطر الطريق، بل بضرورة تضافر مختلف جهود المعنيين، ومشيرا، أن أية مقاربة أمنية في هذا الصدد، تستلزم إشراك المجتمع المدني، ومختلف الآفاق المحيطة به.

وأبرز الضابط الزعفراني،أن الفضاء الطرقي فضاء عمومي، وأن دور مؤسسة الأمن الوطني يكمن في التأطير والزجر وإعمال القانون، والإستدامة في المراقبة الطرقية بالكاميرات الشاسعة الإلتقاط، والدقيقة المواصفات على مستوى الضبط الإليكتروني، والتحديد المعلوماتي، ضمن مدار الأربعة وعشرين ساعة وبمختلف المحاور المجالية لمدينة مراكش وشوارعها النابضة بالحركة المرورية،ومسالكها التي تعرف جولان قوي.

كما كشف الزعفراني على أن حوادث السير، تخلف العديد من المآسي العائلية والنكبات الإجتماعية، من خلال إرتفاع وثيرة القتلى وذوي الإعاقات، والعاهات المستديمة،من شتى الفئات العمرية، فضلا عن إستنزافها لميزانية الدولة، نتيجة صبيب تعويضات التأمين،وإرتفاع وثيرة تكاليف الإستشفاء والأدوية، فضلا عن تداعيات السلوكـ النفسي السلبي للعديد من مستعملي الطريق، وعدم الإنضباط للشارات المرورية والعلامات الطرقية، وشروط السلامة على غرار الخودات العملية، وغياب ثقافة التسامح، وشيوع التملص من توصيف المخالفات.

من جهته، أكد ممثل إحدى شركات التأمين على أهمية دعم التأمين لجميع المبادرات الهادفة التي تساهم في تطوير مجال السلامة الطرقية خاصة عن طريق قطاع تعليم السياقة.

في حين إستعرض ممثل الهلال الأحمر المغربي بالرسومات البيانية الطرق الخاصة بالاسعافات الأولية لضحايا حوادث السير،وآليات تحديد موقع الحادثة وتأمين مجالها الجغرافي، وتقديم المعلومات حول نوعيتها وأضرار ضحاياها، وكيفيات التعامل مع الضحايا على المستوى الصحي والسيكولوجي.

واختتمت أشغال الندوة بالتوقيع على اتفاقية شراكة بين الإتحاد الإقليمي المراكشي وشبكة وحدة للسلامة الطرقية بالصحراء المغربية وتوزيع مجموعة من الشهادات التقديرية على العاملين في مجال السلامة الطرقية،والهدايا الرمزية على الرواد من المشاركين بالندوة و تمكين مجموعة من سائقي الدراجات الثلاثية العجلات بالخوذات العملية والواقية مع تحسيسهم بالمبادئ السليمة لقيادة الدراجة النارية وإحترام قانون السير،ومواصفات السلامة الطرقية، قبل أن يسدل الستار على أشغال الندوة بتلاوة عبد اللطيف بغدوس رئيس الإتحاد الإقليمي المراكشي لبرقية الولاء المرفوعة إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله .

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.