لبى نداء ربه اليوم الدكتور والعلامة المغربي الفقيه محمد بن أحمد بنشقرون، الذي يشتهر بالمجامع الفقهية، والأوساط الجامعية الونية والدولية،ولدى الباحثين المتخصصين في علوم القرآن الكريم، بكونه أول من ترجم الذكر الحكيم إلى اللغة الفرنسية، ثم قام بتفسيره حسب العلاقات السياقية والعلاقات الجدولية للغة موليير، بشكل إستطاع من خلاله أن يقربه في معانيه ودلالته وأحكامه، وصوره البلاغية من كناية وجناس وتورية، وما إلى ذلكــ من فنون البيان والأسلوب والفصاحة .
هذا، ورغم أن الدكتور الفقيد محمد بن أحمد بنشقرون، فضل حياة الظل، ولإبتعاد عن الأضواء،فإنه ظل كفارس من فرسان ترجمة القرآن والتراث الفقهي والبلاغي والديني الإسلامي إلى اللغة الفرنسية، حيث إستطاع أن يخصص رسالته الفكرية إلى تنوير لجيل الرابع من أبناء الاقليات المسلمة في فرنسا وبمختلف الدول الفرنكوفونية، مما مكن أعماله من تقريب رسالة الإسلام الحضارية لدى قراء اللغة الفرنسية، وإعتنق دين التوحيد عبر كتاباته العديد الأجيال في فرنسا وبلجيكا خصوصا على مسار العقود المنصرمة…
كما إعتبر كتابه “مقاصد القرآن المجيد”، أحد أبرز المراجع الفرنسية الموضوعية والشهيرة حول الإسلام،فضلا عن كتابه حول “الإستشراق والإسلام”،الذي إنبرى فيه إلى دحض الرؤية المنهجية والتصور النمطي،لأغلب المستشرقين حول الإسلام،كما ألف الدكتور الفقيد بنشقرون، معجم مباني القرآن الكريم فضلا عن مجموعة من الدراسات المتنوعة والدقيقة لسور القرآنية وكتب الصحاح في الحديث النبوي الشريف، إضافة إلى 30 كتاب في ذات المجال المعرفي نشرها باللغتين الفرنسية والعربية حول تاريخ وأعلام الإسلام وتاريخ المغرب .
رحم الله الدكتور والعلامة المغربي الفقيه محمد بن أحمد بنشقرون، الفقيد وغفر له واسكنه فسيح جناته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولائك رفيقا ..