تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعيش مدينة مراكش على وقع معرض “جيتكس إفريقيا المغرب” الدولي، والذي سيستمر على مدى ثلاثة أيام إلى غاية 2 يونيو المفبل،كأكبر معرض عالمي للتكنولوجيا والشركات الناشئة المصنف وكأفضل معرض عالمي لقادة العالم في المجال التكنولوجي،وحظي المغرب بفرصة احتضان الدورة الأولى لهذا المعرض المميز، لتؤكد التزامه بتسريع تطوير البنيات التحتية الرقمية بإفريقيا، وفي إطار جهود المملكة لتعزيز التعاون جنوب – جنوب في المجال الرقمي، والإسهام في إشعاع القارة الإفريقية على الصعيد الدولي،على اعتبار أنه يروم النهوض بالابتكار التكنولوجي متعدد القطاعات والتحول الرقمي بإفريقيا.
وخلال كلمتها في افتتاح معرض “جيتكس إفريقيا”،المنظم كــ”مبادرة لمعرض “جيتكس غلوبال” في دبي، أكدت غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، اليوم الأربعاء 31 ماي الجاري بمراكش، أن المملكة تطمح إلى أن تصبح “قطبا رقميا إقليميا”، بالسعي إلى تعزيز التكوينات في المهن الجديدة والتكنولوجيات الحديثة”، حيث “تم إحداث مدن جديدة للمهن والكفاءات تواكب التحولات التي تعرفها المهن، قصد تقوية الرأسمال البشري المؤهل في عدد من المجالات التكنولوجية”، مشيرة إلى أن “النموذج التنموي الجديد يترجم هذا الطموح، برهانه على تحول المملكة إلى بلد رقمي”.
وأفادت الوزيرة مزور أن “النموذج التنموي الجديد حث على جعل الرقميات والقدرات التكنولوجية عاملا أساسيا في التنافسية وتحديث المقاولات وتطوير مهن وقطاعات جديدة تواكب التحولات العالمية”، مؤكدة أن وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة تعمل على إعداد الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي 2030، التي توجد الآن في المرحلة النهائية من الصياغة، مشيرة، أن اختيار المغرب لاحتضان النسخة الأولى من “جيتكس إفريقيا” لم يأت من فراغ، بل جاء من إيمانِ عميق بمؤهلات المملكة، التي تزخر بالمواهب الشابة، التي تألقت في عدد من المحافل الدولية، والتي أبانت عن تفوقها في مجالات مختلفة، ومؤكدة، أن “هذه الاستراتيجية مبنية على مقاربة تشاركية، تجسدت في سلسلة لقاءات تشاورية جهوية”، مبرزة أن الهدف من هذه اللقاءات هو الاستماع للمواطنات والمواطنين وتجميع أفكارهم وآرائهم، وإشراكهم في صياغة الاستراتيجية.
وشددت الوزيرة مزور على أن “الحكومة تعول كثيرا على جيتكس إفريقيا في استقطاب الاستثمارات للمملكة ومن خلالها للقارة الإفريقية”، معبرة عن الاعتزاز بالثقة التي وضعها المستثمرون في المملكة، حيث وقعت 17 اتفاقية في مجال ترحيل الخدمات باستثمارات قيمتها أكثر من مليار درهم، مما سيمكن من خلق أكثر من 17 ألف منصب شغل.
وكشفت مزور أن الاستراتيجية تترجم انخراط الوزارة في تنزيل تحول رقمي للمملكة يجعل المواطن في صميم أولوياته، مبرزة أن “تنظيم النسخة الإفريقية الأولى لجيتكس غلوبال، يعتبر امتدادا لجيتكس العالمي، الذي دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة على تنظيمه منذ 42 سنة”، مذكرةً بالخطوات التي قامت بها المملكة لتشجيع الاستثمارات الأجنبية، مشيرة إلى أنه تم اعتماد الصيغة المبسطة للقرارات الإدارية التي تتم دراستها على مستوى المراكز الجهوية للاستثمار.
وأشارت مزور أن هذه الإجراءات تنضاف إلى مجموعة من الأوراش الطموحة للمملكة، على رأسها ميثاق الاستثمار الجديد الذي ارتآه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ليكون ميثاقا تنافسيا يكرس المملكة كأرض مميزة للاستثمار على المستويين الإقليمي والدولي، معربةً على أن المملكة تطمح إلى أن يكون “جيتكس إفريقيا 2023” محطة لتعزيز الابتكار التكنولوجي وتطوير الاقتصاد الرقمي بالقارة الإفريقية، ومضيفة أن المعرض يعد فرصة للشركات الناشئة والمطورين والمبرمجين بإفريقيا لتعزيز وصول علاماتهم التجارية وابتكاراتهم للعالم،