عرفتُ صديقي المحترم الدكتور حسن المازوني، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة القاضي عياض بمراكش، منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود، فقد كنت طفلا، عندما كان يافعا، ثم كنت يافعا عندما أصبح شابا، فعرفتُ فيه الأستاذ الباحث، والرجل النبيل الطيب، والأكاديمي الوقور، وإبن البلد المتواضع، الصادق،الودود الذي لا يتكلم إلا بفائدة ولا يصمتُ إلا لفائدة، وإن كان في كل هذا وذاكـ ، بليغا في صمته وفي كلامه، فصيحا في سكناته وفي حركاته.
ومهما يكن، فإن نقاطا مشتركة ظلت تَربطُني بالدكتور حسن المازوني، وإن إختلفت بيننا الظروف وطبيعة العمل، فعملُ الأكاديمي المرتبط بمراكز البحث ومعاهد الدرس ومدرجات الجامعات، طبيعي، أن يختلف عن عمل الصحافي، القائم عن البحث عن المعطيات والحقائق وترجمة ما يدور في الكتب والأخبار والمعارض وفي الأسواق والشوارع وفي المصانع و الأبناك والمَزارع، وبالأحزاب والنقابات، وفي المنتزهات والأكواخ،وفي المدن الصاخبة، والدواوير الصامتة المُنعزلة،….
وكان من بين النقاط التي جمعتني بالدكتور المازوني، أن ظروف الحياة ودنيا الله، كانت قد شاءت أن تضعني وراء مساره، بحكم الفارق بيننا في السن، فأدرس إبتدائيا حيث درس،ثم أدرس بعد ذلكــ إعداديا وثانويا، كما شاءت تلكـ الظروف أن أتقاسم معه جل الأستاذات والأساتذة ممن درسنا عليهن وعليهم، على غرار الأستاذ سيدي العربي أيت لعضام بإعدادية شاعر الحمراء، ذاكـ الرجل الكبير، والذي لازلنا نسميه بــ “المعلم” تيمنا بأرسطو والفارابي ، والذي فتح أعيننا على أمهات كتب المعرفة، وعلمنا كيف نعشق اللوحات التشكيلية، والقصائد الثرية، وكيف نحترم النصوص المُعبرة، والروايات المتنوعة، وكيف ننفتح عن كل الثقافات من دون تحيز، وبكل إقتدار وإحترام وفضيلة ….
فقد درس الدكتور حسن المازوني في السوربون، بباريس في فرنسا، وتخصص في الدراسات الشرقية واللسانيات،وأعتقد إعتقادا جازما، أنه حمل معه إلى باريس، أشياء كثيرة ومهمة من ما تعلمه عن سيبويه والكسائي و”دوسوسير” و”شومسكي”، والعسكري والزمخشري، و”أندريه مارتيني” و”بلومفيلد”،والجرجاني و”جاكوبسون”، كما حمل معه ذكريات حومته في الزاوية العباسية بمراكش، وملامح من طفولته الموسومة بالفخر والفرح والإثارة، والمصقولة من وهج والده الحاج المازوني، أحد رواد الحركة الوطنية المغربية في مراكش والجنوب…..
فقد ولد الدكتور حسن المازوني، بحي الزاوية العباسية في بيت جميل فسيح بدرب المرستان، عُرف سُكانه بالإصرار على المحبة والميل إلى التواضع والتنافس في العمل الجاد والحرص على كل ما يدعو للفخر والكرامة، فنشأ طفلا لبيبا، وشابا مسؤولا عفيفا، ورجلا مهذبا ولبقا، ومفكرا ملتزما بعمق الثقافة المغربية الوطنية، حريصا في الكشف عن جواهرها كلما أسعفه على ذلكــ سياق محاضراته، وسنحت له الفرصة في أن يُطرحهُ على العالم الخارجي، ويُسلط الضوء عليه .
وكان من محبة وجميل صنيع هذا الصديق المحترم، الدكتور حسن المازوني، عضو الجمعية المغربية للدراسات الشرقية بالمغرب، أنه كان يُهديني بين الفينة والأخرى، ما كان يؤلفه من كتب قيمة في مجال تخصصاته، فكنتُ أجدُ فيها، براعةَ التأليفِ، وحدةَ الذهنِ، وجماليةَ الأسلوبِ، وروعةَ البناء، وتلكــ السهولة المُمتَنعة والسلاسة التي أصبحنا نفتقرُ إليها في بعض ما يُسمى بالكتابات والكتب، وصارت تفسدُ عنا عقولنا وأرواحنا وأذواقنا، ثم تضع أمامنا عزلة في الإدراك، وتضعُ سدا منيعا نحو الفهم والإدراكـ .
والحق، أني قرأتُ كتابه “الثقافة الإسلامية بين المكونين العربي والفارسي” ورائعته “مفهوم العشق في العرفان الفارسي” فلمست مدى الجهود الكبيرة التي بذلها صديقي الدكتور حسن المازوني، ثم قرأت كتابه بالفرنسية حول أدب وفكر عبد الله بن المقفع تحت عنوان : le lexique éthique et politique dans l’œuvre d’information al mouqqfaa، فضلا عن كتابه الرائد “مباديء تعليم اللغة الفارسية” ، فعرفتُ أن المازوني، رئيس مجموعة البحث في اللغات الشرقية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض في مراكش،مؤلفا بالفطرة، ومُصنفا بالسليقة، ومُثقفا نزيها يمتلك مفاتيح معالجة تلكـ الإشكالات الثقافية اللغوية الفكرية التي يمتلكها، والتي تبرزها مجموعة مهمة من المقالات التي نشرها باللغة العربية وباللغة الفارسية وباللغة الفرنسية . ثم أن صديقي الدكتور حسن المازوني، تمرس في التعليم، وتفنن في الكشف عن مكنونات معارفه لطلابه وطالباته، منذ أن كان أستاذا للتعليم العالي سابقا بكلية الآداب في مكناس، ثم لما إلتحق كأستاذ للتعليم العالي بكلية الآداب بالجديدة، ثم وهو في رحاب جامعة القاضي عياض عندما عاد بعد رحلة أكاديمية ثقافية وتنويرية مفعمة بالعطاء إلى مسقط رأسه مدينة الرجال السبعة .
واليوم، وأنا إذ أكتبُ ما أكتبُ عن صديقي الدكتور حسن المازوني، وعن شيء من مساراته المتعددة، وعطاءاته المتميزة، فإني أعرف أن توشيحه بالوسام الملكي، وسام الإستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة، والمُنعم عليه به من طرف جلالة الملك محمد السادس نصره الله، والمقدم له من طرف الدكتور بلعيد بوكادير، رئيس جامعة القاضي عياض، هو توشيح للأوساط الأكاديمية، وللمجتمع الثقافي في مراكش، الذي يتألف من معلمين ومهندسين ومؤلفين وأطباء وأدباء وإعلاميين وحقوقيين وباحثين ومبتكرين وتشكيليين وموسيقيين وشعراء …
Félicitations Docteur MAZOUNI pour cette consécration Royale bien méritée , la plus haute et la plus honorifique qu’un chercheur Marocain puisse espérer. Une reconnaissance de la grande valeur scientifique des travaux effectués par un chercheur intègre et persévérant qui a consacré toute sa vie à sa carrière académique pour la promotion et le développement de la recherche dans notre pays.
Un grand BRAVO et nous ( famille et Amis) sommes fiers de voir ériger de cette ville millinaire une similaire brillante étoile.
Félicitations Docteur MAZOUNI pour cette consécration Royale bien méritée , la plus haute et la plus honorifique qu’un chercheur Marocain puisse espérer. Une reconnaissance de la grande valeur scientifique des travaux effectués par un chercheur intègre et persévérant qui a consacré toute sa vie à sa carrière académique pour la promotion et le développement de la recherche dans notre pays.
Un grand BRAVO et nous ( famille et Amis) sommes fiers de voir ériger de cette ville millinaire une similaire brillante étoile.