بجهود شباب “نادي انتراكت ماسينيون”،مدرسة ويركان، تعود للحياة بعد زلزال الحوز

مـحـمـد الــقــنــور :

نتيجة لعمل بنائي متواصل استمر لمدة 265 يومًا من قبل شباب تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا، شكل يوم الثلاثاء 11 يونيو الجاري ، يوما تاريخيا لا يُنسى ووشما على الذاكرة لا يُمحى سواء بالنسبة للشباب البنائين، أو للداعمين، أو الجهات المؤطرة، حيث تم تنظيم حفل افتتاح مميز لمدرسة تاسا ويركان، على تراب جماعة ويركان بإقليم الحوز، كأول مدرسة تفتح أبوابها بعد الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز، وأقاليم شيشاوة وتارودانت وأزيلال وورزازات وعمالة مراكش المجاورة .

وبالفعل تحقق هذا المشروع، الذي بدأ في البداية مستحيلاً إعادته للوجود، ورأى النور، مثل طائر الفينق الذي يبعث من رماده خصوصا بعد تدمير المدرسة السابقة بشكل كلي بسبب الزلزال، بفضل تضامن وقوة تطوع فريق من الطلاب الثانويين، مكنت في النهاية من إعادته للحياة، أو بالأحرى إعادة الحياة له.

إلى ذلكــ ،وبدعم من نوادي روتاري كازابلانكا أنفا والوازيز، وبالتنسيق مع السلطات المحلية في إقليم الحوز، تم إعداد بنية تحتية بلغت مساحتها 1040 مترًا مربعًا، تضاعف مساحة البنية السابقة الأصلية للمدرسة بأربع مرات ، وتتضمن ثلاث فصول دراسية ابتدائية، وحضانة للبراعم، وسكنين وظيفيين للمعلمين، وفضاء اللعب، وبذلكــ يكون شباب “نادي انتراكت ماسينيون” قد قدموا إلى مئات التلاميذ بالإقليم المتضرر، بفعل زلزال 8 شتنبر 2023 المدمر، ليس فقط مكانًا للتعلم، وإنما مؤسسة متطورة وفضاء تربوي متكامل الخدمات، يمكنهم من تطوير وتنمية قدراتهم التعليمية التعلمية، وإكتشاف وصقل مواهبهم تلبية لجميع المتطلبات الوطنية .

هذا، وبحضور المفتش العام للشؤون الإدارية بوزارة التربية الوطنية ، ومحمد زروقي المدير الإقليمي لذات الوزارة، بإقليم الحوز، وأطر وممثلي الوزارة الوصية على القطاع، والفعاليات الأكاديمية والجمعوية، وكبار الشخصيات المحلية والشركاء، وأطر الجهات الداعمة للمشروع، اعتبرت محافظة مقاطعة روتاري 9010 تاريخ الثلاثاء 11 يونيو الحالي تتويجًا لعمل طويل الأمد، وجهود بناءة متواصلة قام به شباب إنتراكت ماسينيون، مدعومين بإصرارهم على النجاح، وإيمانهم بإرادتهم مما مكنهم من التغلب على جميع العقبات، وتجاوز مختلف الإكراهات .

والواقع، أن مثل هذا العمل البناء والمشرق لم يكن ليُنجَزَ لولا قوة دعم المتبرعين والشركاء، ممن شكل المغاربة غالبيتهم، بالإضافة إلى الجهات الدولية، من اليابان إلى كندا مرورًا بسنغافورة والولايات المتحدة، حيث تم تحصيل ما يقرب من 2،400،000 درهم من خلال عدة فعاليات خيرية، أبانت عن أبعادها الإنسانية ، ومدى عمق تجاوبها مع شباب الجمعية “نادي انتراكت ماسينيون”، وثقتها به، ممن قدموا كمتطوعين وقتهم ومختلف طاقاتهم، عملوا بلا كلل لرؤية هذا الحلم يتحقق..

والواقع، أن الدعم الرئيسي من أجل إخراج هذا المشروع التربوي التعليمي للوجود، كان من طرف الشركاء المغاربة، وهو الدعم الذي حمل أكثر من دلالة حول روح التضامن الوطني التي تطبع المغاربة، ومدى تجاوبهم مع مختلف الرسائل والخطابات والمؤشرات الملكية السامية التي دعا إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرامية إلى تكريس ثقافة التضامن وتوطين التكافل بين مختلف الجهات والفئات.

وعلى كل حال، فإن مدرسة ويركان تعتبر ثمرة عمل شاق لعدة أشهر قام به شباب الجمعية، وإستمر ما يقارب سنة، فقد قدم هؤلاء الشباب عزيمتهم ووقتهم، وقدموا وقتهم وطاقتهم لتصميم وتنفيذ وتنظيم مشروع إنساني ذو تأثير اجتماعي كبير، وقدموا مع كل ذلك وهذا، عملاً ناجعا ومنتظمًا، ونورانية ملموسة و نُضجًا كبيرًا. فكان تفانيهم،وتنسيقهم إيجابيا جنبًا إلى جنب مع احترافية العمال، ثم كانت كل ضربة من مطرقة، أو توقيع على الحجارة بالإزميل، كل حركة، وكل توظيب، كل إعداد هندسي، يحمل بشائر الخير والقوة والجمال والأمل والمستقبل الأفضل لأطفال ويركان، ممن أصبحت الآن لديهم مؤسسة تعليمية قريبة من دواويرهم ، حيث يمكنهم الدراسة والنمو والتطور، وحيث ستظل جهود شباب نادي إنتراكت ماسينيون، كوشم على ذاكرتهم على مرور الأيام، يتلألأ على وجوههم ، وهم يخطون نحو مستقبل مليء بالأمل والكرامة والقوة والإشراق والفرص.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.