تكوين بمراكش للرواد المُجتمعيين في الوقاية من الإعاقة في الطفولة المبكرة بالمغرب

مـحـمـد الـقـــنـــور :

بشراكة مع جمعية Santé Sud من فرنسا ، وبدعم رئيسي كل من الوكالة الفرنسية للتنمية ومؤسسة “دورا”، قام مركز التنمية لجهة تانسيفت(CDRT) بتدبير و إنجاز مشروع بعنوان “الوقاية من إعاقة الطفولة المبكرة في المغرب” .

هذا، وجاء إنجاز المشروع المذكور، إدراكًا لخطورة إعاقة الطفولة المبكرة في المغرب، وفي ضوء التقديرات وتقارير المنظمات الدولية والمحلية، التي تفيد أن 5 % من الأطفال في المغرب يعانون من نوع من أنواع الإعاقة، سواء الإعاقات الجسدية، أو الحسية، أو الذهنية أو النفسية، حيث تُظهر الدراسات أن التدخل المبكر يمكن أن يحسن بشكل كبير جودة الحياة، ويقلل من المضاعفات، وفي بعض الحالات، يخفف أو يمنع تفاقم الإعاقة، مما يُعزز الآفاق المستقبلية للطفل.


في ذات السياق، عمل مركز التنمية لجهة تانسيفت على تنظيم دورتين تدريبيتين حول صحة الأطفال في الأوساط الهشة يومي 17 و18 ماي الجاري. تناولت الدورة الأولى تدريب 15 مربية تعليم أولي، حيث تم تزويدهن بحقيبة تربوية تحتوي على معلومات حول الاحتياجات الأساسية للطفل في مراحل تطوره المختلفة، بالإضافة إلى أدوات الكشف عن اضطرابات النمو لديه.

في حين، سعت الدورة الثانية، إلى تكوين 20 من الآباء والفاعلين الجمعويين، وتمكينهم من الآليات البيداغوجية والعملية في أفق تكوينهم كرائدين ورائدات مجتمع قادرين على توعية أولياء الأمور الآخرين بأهمية الكشف المبكر عن الإعاقة واضطرابات النمو؛ وسيتم تزويدهم قريبًا بحقيبة توعية تضمنت وسائل مختلفة من مطويات، وملصقات، وبطاقات، ومقاطع فيديو لاستخدامها كأدوات ميدانية.

وحسب الأستاذ عبد القادر مخلص، منسق المشروع، وعضو مكتب مركز التنمية لجهة تانسيفت، فإن هذا المشروع يروم التأكيد على ضرورة استكمال العمل الموجه للمتخصصين في التعليم (المربيات) بعمل موجه للآباء لضمان الوقاية الجيدة لصحة الطفل. كما أتى ليتمم العمل المنجز في إطار المشروع المدعوم من مديرية التعاون الدولي لإمارة موناكو لضمان تعليم أولي حديث وذي جودة للأطفال القادمين من هذه الأوساط الهشة، والذي بدأ يُظهر نتائج مشجعة للغاية.

كما كشف مخلص أن هذا المشروع يأتي في وقت متزامن مع إستعاب وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، لأهمية ونجاعة الوقاية من إعاقة الطفولة المبكرة، كقضية عابرة للقطاعات ، تستوجب التدخل المنسق والكثيف من طرف مختلف الوزارات المعنية والفاعلين المختصين في المجال، من الخبراء و بعض فعاليات المجتمع المدني العاملة في هذا الشأن، مشيرا، أن الحاجة أصبحت ملحة للتعاون لتطوير استراتيجيات للوقاية والرعاية المبكرة للإعاقة، ولتسليط الضوء على أهمية دور الرواد المجتمعيين في مجال الوقاية من الإعاقة لدى الطفولة المبكرة، وتعزيز الوعي بأهمية الوقاية من الإعاقة في الطفولة المبكرة وتحسين جودة الحياة للأطفال والأسر، وتعزيز الوعي والقدرات لدى الرواد المجتمعيين للوقاية من الإعاقة في الطفولة المبكرة.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.