لبى نداء ربه، اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025 بمدينة مراكش، المشمول بعفو الله ومغفرته الأستاذ المحجوب الخالدي، وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم أعضاء نادي الإعلام والثقافة، لصهره البار مولاي العربي لمدغري، وإبنته وفاء حرم الصديق المحترم لمدغري، ولأرملته، وأبناء الفقيد أمحمد ومرشد وربيع، ومعاد وأمين، وبناته نظيرة وحفيظة، وهناء بأبلغ دواعي التعازي، وأسمى عبارات المواساة، راجين من الله العلي القدير، أن يلهمهم الصبر والسلوان، ويمطر على الفقيد شآبيب رحمته وعفوه، وأن يحشره في مغفرته الواسعة الفيحاء، ويبعثه اللهم أحسن مقام مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
هذا، وكان الأستاذ الفقيد المحجوب الخالدي، قد إبتدأ مشواره المهني بمدرسة سيدي بودشيش في مراكش العتيقة، فكان من صفوة رجال التربية والتعليم بمدينة مراكش، وبجهة مراكش آسفي، نموذجًا للعلم والتفاني، وعلو الأخلاق،وحدة الذكاء، ويقظة الضمير، وصفاء الروح، ونقاء السريرة، ورائدا للمبادرات الإحسانية، ومنبعا للتكافل، مُلهِمًا لطلابه، وأصدقائه، وأفراد عائلته ومحيطه، بأسلوبه الفريد، وسماحته الطيبة، كما استطاع الفقيد الأستاذ المحجوب الخالدي بأن يجعل من الصف الدراسي الذي كان يشتغل فيه كأستاذ مساحة للنقاش والإبداع، مع كل من حظي بفرصة التعلم منه، كما كان رحمه الله رائدا في تكوين أجيال الغد، ثم رمزا من رموز الإدارة التربوية بعد تعيينه كمدير بأحد مؤسسات منطقة القطارة على تراب عمالة مراكش، حيث ساهم في تحويل الفضاء التعليمي، إلى مجال لتحقيق التفاعل التربوي البناء مع زملائه من الأساتذة والإداريين، إيمانا منه بأن التعليم ليس مجرد نقل للمعلومات، بل بناء للعقول وصناعة للشخصيات، فكان حريصًا على غرس روح الوطنية والوفاء لتوابث الأمة المغربية لدى تلاميذته، ثم في نفوس موظفيه لاحقا.
والحق ، أن الأستاذ الفقيد المحجوب الخالدي ترك أثرًا لا يُمحى في قلوب جميع من عرفوه، فلم يكن فقط أستاذًا، بل كان فاعلا جمعويا نزيها، ورجل إحسان ومبادرات خيرية، وصديقًا للكثيرين، ممن يمدهم بالعون والنصائح، ويقف بجانبهم في لحظاتهم الصعبة، مما جعل إرثه خصوصا في سعيه لبناء بيوت الله ليس مجرد خطوات مبادراتية بل دروسا تعليمية، وقيما ومبادئ بقيت محفورة في ذاكرة كل من تعامل معه، وجعلت إرثه أكثر إشراقًا ونورانية وتأثيرًا، حيث لم يكن فقط أستاذًا ينقل المعرفة، أو رجل إدارة تربوية ينفذ المخططات و البرامج التربوية فقط، وإنما كان أيضًا قلبًا نابضًا بالخير، وروحا مفعمة بالعطاء، يعمل بجد لإحداث الفروق الإيجابية في حياة من حوله من خلال مبادراته الإحسانية، حيث استطاع أن يكون بعون الله سندًا للعديد من الأشخاص، وناشرًا لقيم التضامن والتكافل الاجتماعي.
كما آمن الفقيد الأستاذ المحجوب الخالدي، بأن التعليم لا يقتصر على الكتب والمناهج، بل يشمل بناء مجتمع أكثر إنسانية، حيث كان يعمل على مساعدة المحتاجين، ويدعم المشاريع التربوية المحلية، ويسابق لتنظيم الأنشطة الهادفة إلى تحسين حياة الآخرين، مما جعل بصماته تبقى محفورة في قلوب من عرفوه، ليس فقط كمعلم أو كمدير بل كمصدر إلهام في العمل الاجتماعي من خلال رئاسته لودادية سيدي عباد بمراكش، حيث كان وراء بناء ثلاث مساجد .
ومهما يكن، فإن تأثير الفقيد الأستاذ المحجوب الخالدي لا يُقاس فقط بعدد تلاميذته وطلابه، بل كذلكــ بعدد الأفراد والعائلات الذين استفادوا من جهوده، وهذا إرث يحتسبُ له عند الله عز وجل، ولا يُمحى.
فاللهم أرحم الأستاذ الفقيد المحجوب الخالدي برحمتك الواسعة فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك..
واللهم قِهِ عذابك يوم تبعث عبادك، وأنزل نوراً من نورك عليه، ونور له قبره ووسع مدخله وآنس وحشته، وأرحم شيبته، وأجعل اللهم قبره روضة من رياض الجنة،وأعف عنه وإكرم نُزُله.
أحسن الله العزاء في مصابه، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله ما أعطى ولله ما أخذ، وكل شيء عنده بأجل مسمى فلنصبر ولنحتسب، آمين يا رب العالمين .