“إسلام سْتِشَان” عجوز تركي يكرس حياته لإنقاد الكتب

هاسبريس :

 

أنقد  التركي «إسلام ستشان» الذي يشتغل في تجليد المخطوطات العريقة و الكتب الأثرية منذ 65 عاما، العديد من الكتب والمخطوطات من التلف والضياع ، قبل أن يبدأ في نقل مهاراته وخبراته لطلبة الفنون الشباب.

وخلال حفل لتكريمه لم يخفِ «إسلام ستشان» حِرفيُ تَجْليد الكتب والمخطوطات ستشان ، والذي يبلغ  من العمر 82 سنة  سعادته للازدهار الذي شهدته مختلف الفنون التاريخية العثمانية في تركيا في الآونة الأخيرة، ومن ضمنها فن التجليد، ومساهمته في إيقاف الحال المزري الذي وصلته الكتب والمخطوطات التراثية خلال مراحل سابقة .

ويشرح ستشان الوضع الذي كانت عليه المكتبة لدى تسلمه عمله، قائلا إنها لم تكن تحصل على تمويل يذكر من الدولة، وتركت الكتب الأثرية بلا رعاية حتى أكلتها الديدان، وكانت المكتبة غارقة في الغبار حتى إنه لم يكن من الممكن الجلوس فيها، واستخدمت أوراق الجرائد لترميم الكتب.
وفي مقابل ذلك يشيد ستشان بالتطور الذي شهدته الفنون في تركيا في الفترة الأخيرة، سواء التجليد وتزيين الكتب، أو الفنون الأخرى كالتذهيب، والمنمنمات، والنقش البارز، والرسم على الماء (الإيبرو) والخط وغيرها.
ويوضح ستشان أن الفن الذي يعمل به فن دقيق ويتطلب مهارة كبيرة وصبرا، مشيرا أنه يستغرق أسابيع للانتهاء من بعض أعماله، خاصة عندما يقوم بتزيين أغلفة المصاحف.
وهو لا يسعى للحصول على مكاسب مالية من عمله الفني، ويشير أنه أحيانا ما ينفق من ماله الخاص لتجديد الكتب الأثرية، قائلا إن الشعب التركي يمكنه إنجاز الكثير في حال توفر له الدعم اللازم.
ويشير أنه أحيانا ما يتلقى طلبات لشراء أعماله خاصة أعمال تزيين أغلفة الكتب، إلا أنه يرفض بيعها لأنه لا يرى أن الراغبين في الشراء على وعي بالقيمة الكبيرة لتلك الأعمال.
وأوضح أن الذهب يستخدم في تزيين أغلفة الكتب وهو ما يرفع من قيمتها بشكل كبير، حيث كانت أغلفة الكتب قديما تزين بالذهب، وتصنع أوراقها من جلد الماعز الذي ينحت بين قطعتين من الرخام إلى أن يصل للسمك المطلوب.

ويرى «إسلام ستشان» أن الفن ليس له نهاية قائلا «لو مارست الفن 82 سنة أخرى ما شبعت منه». وقال إنه أوصى بنشر المذكرات والملاحظات التي كتبها عن حياته الفنية بعد وفاته. وقال الطالب محمد فاتح يلديز، الذي يتعلم التجليد على يد ستشان، إن فن التجليد يُعلم العديد من المهارات على رأسها الصبر، ولذا ينصح الشباب بتعلمه.
كما أعربت الطالبة حنيفة أردوغان عن إعجابها بتزيين أغلفة المصاحف على وجه التحديد، وأضافت أن العمل مع ستشان جعلها ترى التفاصيل الدقيقة في الكتب التي لم تكن تلاحظها في السابق.

وللإشارة، فإن «إسلام ستشان» سبق أن درس بداية من عام 1952 الرسم والنحت في أكاديمية الفنون الجميلة في إسطنبول، ثم تعلم التجليد الكلاسيكي والحديث على يد فنانين متخصصين في التجليد، وبدأ عام 1961 العمل في قسم التجليد في مكتبة السليمانية في إسطنبول، حيث يقوم ستشان حاليا بتدريب طلبة الفنون الجميلة في جامعة «فاتح سلطان محمد» في إسطنبول، ويجد في ذلك متعة كبيرة قائلا إنه يهدف فقط لنقل خبرته إلى الأجيال الجديدة.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.