حُــمـَّــان

محمد القـنــور :

كان مغربيا من الطراز الرفيع، طيبا ورفيعا، وطنيا من عملة نادرة، كان تاجر غلال ، يبيع الخضروات والفواكه والبقول، وكان يشتم رائحة تراب وطنه في كل حجر وفي كل غصن ، في كل هبة نسيم صباحية أو مسائية .
كان يعرف أن الوطن ، زمردة لاتقبل البيع ولاالشراء، فعمد إلى مقاومة المستعمر بالتأطير مرة، وبالسلاح مرات ، كان مراكشيا رائعا، وجيها عند الله وعند الناس، عشق مدينة السبعة رجال حتى القرار، ومنها بدأ إتصالاته مع أبطال مغاربة آخرون على غرار محمد الزرقطوني ومولاي عبد السلام الجبلي، باركـ الله في عمره .
وقد فكر رجلنا ودبر، ثم تأمل وسأل ، فقد كان رب عائلة ، وكان بمقاييس زمانه في عيش مستقر، له بيت وسيارة وتجارة مربحة من عرق جبيبنه، ولكن المغرب لديه كان هو صميم الحياة وهو مبتغى الممات، كان لديه هو البداية وهو الختام …
وقد أدانته المحكمة العسكرية لأنه أحب وطنه، وحكمت عليه بالإعدام،وتم إعدامه في التاسع من أبريل من سنة 1955، وترك زوجة حامل بإبنه ، بحي باب تاغزوت في مراكش ، لاتعرف من الحياة الخارجية إلا النزر القليل
وقد ظن المحتلون ممن رموا صدره المنشرح بالرصاص، أنهم سيطمرون ذكره ، وسيضربون المثل به، ليرهبوا أمثاله، وأنه سيصبح نسيا منسيا بعد إعدامه …
غير أنه لاتزال ترتفع يافطات بأسماء الشوارع والأزقة والمراكز والمؤسسات في كل مدن المغرب والدول المغاربية والعالم العربي ، تحمل إسمه :

   حـــــمـــان الـفـطــواكــي

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.