الأستاذة منى خوشاني : بين العطاء الطبي ورمزية البحث العلمي

محـمــد الـقـنـور : ‏
بعقل متنور، وبساطة جميلة، وضمير يقظ ، وقلب مفعم بالحنان وعواطف تطبعها المحبة للمواطنين ‏وللوطن ولكل مظاهر التنمية الصحية فيه ، وفي عفوية طيبة، وتجاوب فعال وأنيق ، وبإيمان عميق بالرسالة النبيلة ‏للمرأة المغربية في مناهضة المرض ، والدفاع عن السلامة الصحية ، وبرغبة جامحة في التميز لازمتها ‏منذ الطفولة، قررت البروفيسور منى خوشاني وهي على مقاعد الدراسة، الإنخراط في مدارج العلم ‏النافع،والبحث الأكاديمي لتختار مهنة الطب ولتصطفي مَنح السعادة لمرضاها ومريضاتها ضمن مهمة نبيلة، يحدوها العزم ‏ويدفعها الأمل في بحث دائم عن أسباب الراحة للمرضى والطمأنينة لأهاليهم وذويهم ، وفي حرب بلا هوادة أو إستسلام ‏ضد المرض ، ومكائد الحالات المرضية ومتاهات الأورام ، والتصدي لتلكـ الأحزان التي تزيد من ‏إحساس المرضى بالعزلة الاجتماعية والحرمان والنقص.‏

‏ فبعد حصول منى خوشاني عن شهادة الباكالوريا سنة 1993 ، قررت أن تلتحق بكلية الطب والصيدلة ‏في الدار البيضاء، لتعمل في دوام كامل ، حيث ظل إصرارها يزداد يوما بعد يوم، على طريق الكفاح ‏العلمي، والتحصيل الأكاديمي ، سواء من خلال دراستها الجامعية للطب، أو تفاعلها مع مختلف ‏التخصصات الطبية عبر التكوينات العلمية التي تلقتها أثناء تواجدها بالمركز الإستشفائي الجامعي ‏إبن رشد بالدار البيضاء، لتتوج بحصولها على الدكتوراه في الطب في 24 يناير 2003، والتي تضمنت مجمل ‏مباحثها وتجاربها المتعلقة بالصحة الإنجابية من خلال تحليل وإستقصاء 47 حالة متباينة في هذا الصدد .‏
وعلى درب الكفاح العلمي وبذل الجهد من أجل الوفاء للوطن ولمقدساته وللعطاء الطبي، برعت الدكتورة منى خوشاني في ‏علم الأورام بمركز ابن رشد بالدار البيضاء منذ أبريل 2002، وهي البراعة التي توجتها بحصولها على ‏شهادة الدراسات المتخصصة في العلاج الإشعاعي الأورام AFS، من جامعة باريس ، لتحظى من نونبر ‏من سنة 2005 إلى أكتوبر 2006 خلال سنة واحدة بشهادة الامتياز في معهد جوستاف روسي الشهير في ‏فرنسا والمعروف لدى مختلف الأوساط الطبية والمخبرية العلمية في ربوع العالم .‏

كما حصلت البروفيسور خوشاني على درجة التخصص في العلاج الإشعاعي، في نونبر من سنة  2007، لتعين بكل إقتدار ‏وإحترافية كأستاذة مساعدة في العلاج الإشعاعي بــ ‏المركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس ‏في مراكش منذ مايو 2009، وكأستاذة متخصصة في تدريس آليات وخصائص العلاج الإشعاعي بكلية ‏الطب والصيدلة التابعة لجامعة القاضي عياض في مراكش، منذ مايو 2013، ثم رئيسة بالنيابة لقسم ‏الأورام 29 يوليو 2013، بعد حصولها على شهادة جامعية في الوسائط المتعددة وتدريس المهن الصحية ‏من كلية هنري واريمبورغ للطب في مدينة ليل الفرنسية ، وشهادة أكاديمية علمية عبر الإنترنت تتعلق بطرق ‏الممارسة في علم الأوبئة من جامعة “فكتور سيغالن” في مدينة “بوردو” وشهادة كفاءة في العلاج ‏الإشعاعي الخارجي والتكنولوجيا الفائقة من جامعة “نيس صوفيا أنتيبوليس” بفرنسا ، ودرجة جامعية تتعلق ‏بالإحصاء الحيوي والتدابير الصحية في علاقاتها بالإدراك الحسي ، وشهادة تميز أخرى من كلية الطب ‏والصيدلة ، ربطت فيها ما بين الذاكرة الوبائية، والعلاج السريري المتعلق بــأورام الأنسجة الخلايا .‏
والواقع، أن البروفيسور منى خوشاني ، عرفت كيف تعطي معنى لحياتها العلمية والأكاديمية ، كسيدة مقبلة على الناس والحياة، و كأستاذة ‏جامعية متعددة الواجهات الطبية ومشاركة في كل الجهود التعليمية و التنموية المحلية والوطنية ، منذ بداية مسارها ‏الاكاديمي، و منذ حصولها على الدكتوراه، حيث إشتغلت على أليات العلاج الإشعاعي إبتداءا من دجنبر ‏‏2013 ثم رئيسة لقسم العلاج الإشعاعي سنة 2015، ثم مديرة لمركز أمراض الدم سنة 2016 ، كما ‏أنها لم تنس ما دأبت عليه من مزج بين تمكنها الأكاديمي الطبي وبين إيمانها بأهمية الجانب النفسي ‏والتربوي في علاقات الطب بدرى الإنسانية لترأس لجنة ضد الألم بالمركز الإستشفائي الجامعي محمد ‏السادس بمراكش.‏

ومهما يكن ، فإن البروفيسور منى خوشاني ترتبط بمحيطها الخارجي والعلمي إرتباطا وثيقا، فهي تشغل رئيسة لجمعية الأمل ‏AL AMAL‏ ضد الأورام منذ ‏شتنبر 2016، ورئيسة لوحدة العناية بالمركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش.بالإضافة إلى ‏كونها أستاذة بكلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة القاضي عياض في مراكش .‏
وفي سياق مماثل ، فقد شاركت البروفيسور منى خوشاني في عدة دورات تكوينية وورشات علمية ‏متخصصة في المجال ، وهيئت بحوثا مخبرية عالية الطراز والدلالات لقيت صيتا لدى طلابها وفي المجامع العلمية ، حيث تميزت بربطها التطبيقي والنظري بين المضامين ‏الفيزيولوجية والعضوية ، وبين علم النفس السريري والعلاج السلوكي المعرفي من جهة ، وبين خصوصيات التقييم ‏من جهة أخرى، وهو ما برز أثناء تقديمها لأطروحتها حول التداعيات النفسية لمرضى التثليث الصبغي ، دفاعا عن ‏النمو الذهني المتكامل لهم ، وحرصا منها على تنمية قدراتهم المعرفية والحسية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم ‏وتقوية الإحساس لديهم بالانتماء للأسرة وللمجتمع والعالم .‏