إحتفاءا باليوم العالمي للشعر، وفي سياق برنامجها الثقافي والإشعاعي السنوي ، نظمت جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد بمراكش أمسية فنية، نشط فعالياتها الزميل الإذاعي أنس الملحوني، وتضمنت مقطوعات من فن الملحون، قدمتها جوق جمعية الشيخ الجيلالي أمثيرد لفن الملحون برئاسة الشيخ الحاج أمحمد بن عمر الملحوني، بالإضافة فقرات من الدقة المراكشية، برئاسة لمعلم بوجمعة الحديوي، وحضرها مجموعة من الفنانين والإعلاميين والنقاد والفعاليات الجمعوية ، وأسماء شعرية من عالم الزجل ، على غرار الزجالة الشاعرة رشيدة الشانك، والزجال الدكتور محمد نجيب المنصوري، والزجال عبد الرحيم إيزيكي، حيث قدموا مقطوعات من شعرهم الزجلي ، أمام جمهور عريض غصت به جنبات مسرح المركز الثقافي بالداوديات ، وتكللت فعاليات الحفل بتوقيع ديوان “كلام منسوم من البارح واليوم ” للزجال المغربي الأستاذ عمر الزواق، حيث شكلت قراءاته الشعرية ، أكثر فقرات الحفل تفاعلا وإستماعا من طرف الجمهور، من خلال قراءته لبعض قصائده الزجلية “برق ما تقشع” و”الفهامة” ولاتسولني” و”الراس والمرايا” ، وهي القصائد التي عكست مدى التنوع الفني والعمق الإبداعي الذي تميز به الشاعر الزجال عمر الزواق، زاد من تألقها تفاعل الشاعر الزجال مع مضامينها ، على المستوى الفونيتيكي الإصاتي ، في لغة دارجة فصيحة وبينة ، والتي كانت تقاطعها التصفيقات والهتافات.
وحسب مجموعة من النقاد فقد إكتست التجربة الزجلية الإبداعية للشاعر الزجال عمر الزواق عمقها وبريقها المتميز،من إلمام صاحبها الزجال الزواق ، بأليات الكتابة الزجلية ، لكونه كاتبا وباحثا ومثقفا يعرف كيف يتعامل مع الطرق الشعرية في العودة إلى الأصول والآصالة، والانطلاق من الذات والآخر والوطن، لتتحول في ديوانه ” كلام منسوم من البارح واليوم “إلى حنين للذكريات، وتصوير لمختلف المستجدات والفضاءات اليومية المعيشة،في سيمفونية تكشف روعة الحياة التلقائية البسيطة، والإنطلاق من أرض وطنه. وليترجم الزجال الزواق ، إبداعاته من خلال الديوان إلى حنين صادر عن رقة القلب، وإلى رقة قلب صادرة عن الرعاية، وإلى رعاية منبعثة من الرحمة، وإلى رحمة منطلقة من كرم الفطرة المغربية، وإلى كرم فطرة منطلق من طهارة راشدة ، وهذه الطهارة الرشيدة ليست سوى خيوط من نور صادرة عن الشوق لتربة الصبا، وذكريات الدراسة والعمل، والناس والمدن والمواقف.
ذكريات غرست في التجربه الشعرية للزجال عمر الزواق حُرمة وحلاوة العبارة الزجلية، وأُبهة الصورة الشعرية، في صدق للدلالات تكشف أن الزجال عمر الزواق ظاهرة زجلية مغربية مميزة تنطلق من الواقع، والحلم معا،وتتأسس على الحفاوة بالإنسان والتعبير عن سكناته وخوالجه، عن إستشرافاته وشجونه . والواقع، أن تجربة الزجال الأستاذ عمر الزواق من خلال ديوانه “كلام منسوم من البارح واليوم “تشكل ينبوعا سلسبيلا من صور عادية وواخزة ، ضاحكة وأليمة، نمت في كلمات تحمل انة عميقة ، تصقل الروح وتنبه الفكر ، وتلمس العاطفة في أن واحد، كلمات تمس شفاف قلوبنا كقراء وكمستمعين، وتثير ما بطن في نفوسنا من عواطف إنسانية عميقة و” وطنية ” مجتاحة ، ومشاعر قوية مستغرقة في الذكريات وفي مسارات الأزمنة ، لتتجاوز المألوف وتستهين بالعوائق ، خصوصا في قصائده بالديوان، حيث يقول في قصيدته “الراس والمرايا” : لقيت راسي عاجبو راسو كيدخل ويخرج فـ الهضـرا حتى شي ماراسي تعجبت .. واش راسي ماعندو ثقة فــ راسو
فالزجال عمر الزواق، من خلال هذا الجناس الجميل ، إستطاع أن يستحضر ضمن تجربته الزجلية الشعرية مختلف فنون البلاغة العربية وضروب البيان والتركيب اللغوي ، ويوظفها في إحترافية خلاقة في تجربته الزجلية الإبداعية ، وعبر بوثقة فنية تستفز النفس والعقل والروح ، وتنبيه شفيف إلي ما للوطن وللإنسان وللحياة والعادات المغربية والوجدان الجمعي للأمة من قيم ومن تراث وعادات وملامح وحقوق تتمثل في حميتنا عن الذات التراث وعن الماضي والحاضر وعن تطلعاتنا الإنسانية والوطنية ، ودفاعنا عنها .