جميلة المصلي تتحول لنجمة المعرض الوطني للصناعة التقليدية بمراكش
مـحـمـد الـقـنـور :
بنقاشاتها المستفضية، وجولاتها الدقيقة والتفقدية للأروقة وصورها مع مختلف الأطياف المجتمعية من عارضين وزوار، وعلى شتى مختلف الفئات العمرية تحولت جميلة المصلي كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية إلى نجمة فعاليات الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية في دورتها الخامسة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملكـ محمد السادس، وهو المعرض الذي عرف زيارة العديد من رجال ونساء المال والأعمال، والفاعلين الإقتصاديين، والإعلاميين والمثقفين وبعض نجوم الفن والسينما المغاربة والأجانب، ومدراء ومسؤولي المؤسسات الفندقية المحلية والوطنية، فضلا عن تلاميذ المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة، والطلبة والمهتمين بفنون وتحف الصناعة التقليدية المغربية .
هذا، ونظمت فعاليات الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية من طرف وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بشراكة مع دار الصانع،حيث تضمنت أنشطة موازية غنية تتمثل على الخصوص ، في الملتقى الثامن للمحافظة على حرف الصناعة التقليدية المغربية ، والمناظرة الوطنية الموضوعاتية الثانية “فرع الحلي والمجوهرات “، ويوم التكوين المهني في الصناعة التقليدية ويوم الأبواب المفتوحة في مؤسسات التكوين المهني في فنون الصناعة التقليدية ، واليوم الوطني للصادرات ، ودورات تكوينية للفاعلين في القطاع حول التقنيات المختلفة لتسويق المنتجات، بالإضافىة إلى دورة تكوينية في الثقافة المالية لصالح دور الصانعة.
كما ترأست جميلة المصلي، كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، فعاليات المناظرة الوطنية الموضوعاتية الثانية “فرع الحلي والمجوهرات المغربية: الوضعية الحالية والآفاق المستقبلية”، والتي تناولت هذه السنة فرع الحلي والمجوهرات كمكون رئيسي في منظومة الصناعة التقليدية، بحمولته الثقافية والحضارية ومساهمته الاقتصادية، وذلك صبيحة أول أمس الخميس 14 فبراير الحالي، بالمعرض في ساحة باب جديد بمراكش.
هـــذا، وأفادت المصلي أن قطاع الصناعة التقليدية يشكل ثروة بشرية وجسرا للتقارب بين الثقافات والشعوب مما يفرض بذل مجهودات كبيرة من أجل المحافظة على هذا الموروث وصيانته وضمان استمراريته مؤكدة على أهمية مساهمة قطاع الصناعة التقليدية في النسيج الاقتصادي لجميع دول العالم خاصة في المغرب حيث يشغل 20 % من الساكنة النشيطة .
وجددت المصلي كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي التأكيد على إرادة المملكة المغربية ورغبتها بتنمية وتطوير علاقات التعاون والروابط المتميزة التي تجمع بين المغرب ومختلف الدول .
إلى ذلكــ ، نظم مساء أمس الجمعة 15 فبراير الحالي بمراكش ، حفل لتكريم عدد من الصناع التقليديين المتألقين رجالا ونساء ممن حافظوا على الموروث الثقافي واللامادي للقطاع واستطاعوا بفضل شغفهم بالمهنة وإبداعاتهم أن يستلهموا مختلف مناحي الإبداع داخل الصناعة التقليدية المغربية وعملوا على تطويرها.
كما تم خلال هذا الحفل الذي حضره محمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والمنظم على هامش فعاليات الدورة الخامسة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية المقامة بالمدينة الحمراء ما بين 9 و 17 فبراير الجاري ، تتويج ثمانية رواد يمثلون مناطق مختلفة من المملكة اعترافا بما يملكونه من رصيد معرفي متأصل عريق ومهارات.
في سياق، مماثل أكدت جميلة المصلي، كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بمراكش، أن موضوع المحافظة على حرف الصناعة التقليدية ذات الحمولة الثقافية وتثمين التقنيات والمهارات المرتبطة بها، تعتبر في صلب اهتمامات الوزارة ومن بين أهم الأوراش المسطرة في برامج عملها.
في سياق آخر، أبرزت المصلي في كلمة خلال الملتقى الثامن حول المحافظة على حرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض المنظم في إطار الدورة الخامسة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية ( 9- 17 فبراير بالمدينة الحمراء)، أن جميع الحرف التي شملتها عملية المحافظة على 29 حرفة من أصل 42 مصنفة في طريق الانقراض هي حرف عريقة تستعمل تقنيات ومهارات عتيقة ودقيقة للتعبير عن ذوق أصيل وعن ممارسات موروثة تجعل من هذه الحرف كلها إرثا وطنيا وذاكرة جماعية تستحق كل هذه الأهمية.
وأشارت المصلي،أن هذا المعرض يروم تثمين منتوجات الصناعة التقليدية المغربية وإبراز غنى المنتوجات التقليدية عبر التاريخ، مما يفرض دعم ومواكبة وتأطير هذا القطاع على المستوى القانوني والمؤسساتي من أجل الحفاظ على هذا الموروث، مؤكدة أن المغرب يملك رأسمالا لاماديا مهما تعد الصناعة التقليدية جزء منه يصالح المغاربة مع هويتهم المغربية وتاريخهم وحضارتهم، مبرزة أن الصناعة التقليدية قطاع تنموي اقتصادي بامتياز وله قدرة على التشغيل وخاصة بالنسبة للأشخاص في وضعية إعاقة والمسنين والنساء بالعالم القروي والشباب.
كما ثمنت كاتبة الدولة المصلي، جهود السلطات العمومية لحماية الصناع التقليديين ومنتوج الصناعة التقليدية، مشيرة إلى أن الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية يروم النهوض بترويج المنتوج وتكوين وتأهيل الرأسمال البشري في هذا القطاع، ويخصص حيزا كبيرا من برنامجه للصانعات التقليديات بالعالم القروي.