الزهرة خيالي: حفيدة النفزاوية التي تربَّعتْ على صهوة الأدب والسينما

مـحـمـد الـقـنـور  :

عــــدســـة : مـحـمـد أيـت يــحـي :

بعزيمة قوية، وإصرار إبداعي، وثقة جميلة بالنفس، وإبتسامات مشرقة، وقدرة مستمرة على الإبداع ،وإرتسامات أدبية وارفة ونقدية وجيهة، تكرس الأديبة والفاعلة الجمعوية، وكاتبة السيناريو والمخرجة المغربية الواعدة ،الزهرة خيالي كل جهودها من أجل الإسهام في تكريس رافد الثقافة الحسانية، كأحد الروافد الثقافية المغربية، وتوطيد مجمل المعارف البصرية المتعلقة بالعبارة وبالصورة حوله وبفن السينما كتابة وإخراجا،وبكل مناحيه الفنية المرتبطة بالأدب وبالشعر العربي عموما والحساني خصوصا، تصنيفا ونقدا، من أجل نشر التواصل المتبادل بين كل الفاعلين الثقافيين من الجنسين في مجتمع مغربي يعرف كيف يحترم أصوله الحضارية، وتقاليده الإيجابية البناءة .

وتؤمن الزهرة خيالي كأديبة وكمخرجة أفلام قصيرة وكـكاتبة سيناريوهات،ان الصحراء المغربية في السينما الوطنية وحتى العالمية، ما تزال تحتاج الى المزيد من الاهتمام، من قبل المخرجات والمخرجين والسينمائيات والسينمائيين، وذلك من اجل استنطاق سحرالثقافة الحسانية وتميزها، ونفض غبار الأزمنة عن خزائنها، وتثمين تراثها، وابراز مكنوناتها الطبيعية والانسانية والكونية وإطلاع الجمهور عن خصائصها المجتمعية والروحية والوطنية.

هــذا، ومن خلال تجربتها الدافقة في مضامير كتابة السيناريو والإخراج السينمائي بفيلمها القصير من التالي ؟” وفيلم ثان تحت عنوان “أحلاهما .. مر” والذي سبقا أن ولجا مسابقات وطنية، وحصلا على جوائز، وحظيا معا بمتابعة وازنة من طرف العديد من المثقفين المغاربة والأجانب،والوجوه الفنية والسينمائية المغربية المعروفة،وبفيض من الدراسات الخصبة، وشهادات تنويه من النقاد والسينمائيين المغاربة، على غرار الناقد السينمائي محمد اشويكة، والمخرج داوود اولاد السيد، و مجموعة من المهتمين بقضايا الفن السابع، فإن الزهرة خيالي تدأبُ على توجيه تجربتها الإبداعية السينمائية والأدبية نحو قضية الوحدة الترابية للمملكة، بشكل خلاق ودلالي، ونحو أهمية ودور المثقفة والمبدعة المتشبعة بالدفق الوطني والحس التطوعي، وعبر نضالاتها الثقافية خاصة،وهو ما مكن خيالي في أن تحظى  بالجائزة الثالثة في كتابة السيناريو حول فيلمها ” السر” خلال فعاليات الدورة الأولى لملتقى طانطان الوطني للشباب السينمائي والذي سبق أن إنتظم في غشت سنة 2013 .

وبالموازاة مع التألق الذي حققته المبدعة الزهرة خيالي في مجال كتابة السيناريو وإخراج الفيلم القصير”أحلاهما مر”، فإن علو كعبها في الشعر والأدب والكتابة السينمائية، سجل حضورا بهيا من خلال رئاستها لفرع رابطات كاتبات المغرب بمراكش سابقا، حيث استطاعت هذه السيدة، التي رأت النور بمدينة سيدي إفني وترعرعت مابين مدن العيون وكلميم وطانطان، وإستقرت بمدينة مراكش بحكم عملها التدريسي، أن تترجم تجربتها الغنية إلى مسار المرأة المغربية المؤمنة بهويتها وجذورها، والمُتطلعة إلى تأكيد ذاتها عبر حضورها اللافت في العديد من المجالات الفنية الإبداعية لتؤكد بذلك على أهمية الاندماج القوي والفاعل للمرأة الحسانية المغربية في الميدان.

كما تحرص الزهرة خيالي، في أن تبصم حضورها القوي داخل المجتمع المراكشي والمغربي من خلال تواصلها واشتغالها مع جمعيات وأندية ثقافية وفنية محلية، إذ يشكل التعريف بالتقاليد الصحراوية والعادات الحسانية المغربية همها الأساسي.

وترى الزهرة خيالي، أن انخراطها الإيجابي في المجتمع الثقافي والأوساط الإبداعية بمراكش نابع من إفتخارها بثقافتها المغربية وتسلحها بروح البذل والعطاء والشعور بالمسؤولية لتمثيل رافدها الصحراوي وعمقها الحساني في بلدها المغرب أحسن تمثيل من خلال ربط علاقات متميزة مع مختلف الشرائح والفئات الثقافية وحرصها على ترجمة اهتماماتها اليومية إلى سلوكيات إيجابية تساعد على رسم صورة المرأة الحسانية المغربية الحريصة على الإنخراط في صيرورة المجتمع المدني، وتوطين مساهماتها عبر تنظيم لقاءات فكرية ومنتديات شعرية وحلقات تواصلية ودوائر إبدعية ورحلات استطلاعية،ومعارض فنية، وأيام تأطيرية تنصب على التعريف بالتقاليد والعادات الحسانية المغربية واطلاع المغاربة والأجانب على ما يزخر به المغرب من تنوع ثقافي وتعدد حضاري داخل بوثقة الوحدة الوطني ومن مميزات على كافة المستويات القطاعية والمجالية .

تلكــ ، هي الأستاذة الزهرة خيالي، إحدى حفيدات زينب النفزاوية ، وسيدة تعكس نموذجا واضحا وبراقا للمرأة المغربية الحريصة على الإبداع السينمائي نصا وإخراجا، وعلى الترويج للثقافة الحسانية والقيم المغربية .

 

 

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.