مهرجان الفنون الشعبية بمراكش يسدل ستاره تحت أضواء جماهيرية ومتابعات إعلامية وطنية ودولية

هاسبريس  :
عــدســة : عـبـاس الزيــــن :

بحضور محمد الأعرج وزير الثقافة والإتصال، وكريم قسي لحلو عامل عمالة مراكش ووالي جهة مراكش أسفي، ومحمد الكنيديري رئيس جمعية الأطلس الكبير،ومجموعة من ممثلي المجالس المنتخبة والغرف المهنية بجهة مراكش آسفي، والعديد من المسؤولين الإداريين من مختلف القطاعات الوزارية، وشخصيات مدنية وعسكرية،وممثلي الدوائر الإقتصادية والمعاهد العليا، والمؤسسات الوطنية ،وفعاليات أكاديمية وفنية وإعلامية وجمعوية، وتحت وهج وزخم جماهيري كبير، أسدل المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش ستاره ، إحتفاءً بيوبيله الذهبي، وبإطفاء شمعته الخمسين، والمنظمة تحت شعار ”الثروة والتنوع في التراث الثقافي الوطني” كأحد أقدم مهرجانات المملكة ، والذي إستمرت فعالياته من 02 يوليوز إلى 06 منه ، بتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال وولاية ومجلس عمالة مراكش والمجالس المنتخبة لمدينة مراكش ومجلس جهة مراكش آسفي، حيث إهتزت جنبات قصر البديع التاريخي على وقع مشاركة متميزة للفرق الفنية وصلت إلى 61 فرقة توزعت ما بين قصر البديع بــ 35 فرقة، على كل من ساحة جامع الفنا وساحة الحارثي بشارع محمد الخامس والمركب الثقافي على تراب مقاطعة النخيل وبفضاء المسرح الملكي بــ 25 فرقة، حيث قدمت هذه الفرق من مختلف جهات المغرب في تجسيد أسمى أن الثقافة الشعبية والفنون التراثية المغربية شكلا ثابتا ومستمرا لا ينفصل عن التصور العام حول عمق وهوية المجتمع المغربي المبني على أسس أصيلة والمتطلع للمستقبل والإشعاع العالمي.

وقد جسدت الدورة الخمسون للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش، أن الثقافة المغربية ليست قضية مثقفين وحدهم، بل هي قضية مجتمع بما هي إحدى وسائل تعبيراته وإحدى تجليات حياته، حيث تم تكريم فنانين شعبيين ممن قدموا خدمات ومساهمات لمهرجان مراكش التاريخي وطنيا وقاريا وتتويج كل من الفنانة الشعبية فاطمة اكبور رايسة من فرقة أحواش بمدينة تارودانت والفنان الشعبي محمد بوناني رايس من مجموعة الكدرة بكلميم ، مما يجسد أن الفلكلور المغربي ليس أداة إيديولوجية او سياسية موسمية أو محدودة الزمان والمكان، بل وسيلة مستمرة ومستدامة للتعبير عن المجتمع والإنسان المغربيين ، ووعاء تتبلور من خلاله إنسانية الإنسان المغربي وحضارته المادية والروحية بكل روافدها .

كما كشفت الدورة الخمسون للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش من خلال المتابعات الجماهيرية له،أن المسألة الثقافية بالمغرب مسألة جوهرية وبعدا أساسيا من أبعاد التنمية، لكونها تهم الحياة اليومية للإنسان المغربي وهويته الوطنية والحضارية، وموقعه في هذا العالم الذي يتميز في الوقت الراهن بتطورات سريعة، وبرهانات تطرحها العولمة حيث يشكل ربحها ضرورة للإندماج في هذا العصر، ومن ضمنها الرهان الثقافي الذي يطرح بشكل أكثر حدة من الماضي إشكالية الخصوصية والكونية ..
ومهما يكن، فقد ربح المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش الرهان من خلال مساهمته الأساسية في التنمية الثقافية الوطنية وترقيتها إلى مستوى التفاعل الإيجابي مع الجماهير المغربية والمقيمين والسياح الأجانب من جهة ومع معطيات العصر التقنية والجمالية التي برع في إخراجها مخرج المهرجان لحسن زينون وطاقمه التقني والإداري والوظيفي ، بعدما أدخل المهرجان المذكور إلى بوثقة مهرجانات الثقافات الشعبية العالمية المتسابقة على منصات التتويج عبر إستحضار تجليات العولمة ومقومات العصرنة وضرورات التحديث.

هذا ، وكان اليوبيل الذهبي للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش يوم الثلاثاء الفارط 02 يوليوز الحالي قد إفتتح بمواكب كرنفالية إستعراضية همت بعض الشوارع الكبرى بالمدينة الحمراء، حيث انطلق من ساحة “حديقة جنان الحارثي” بمراكش ليصل إلى ساحة جامع الفنا ثم عبر حي عرصة المعاش التجاري، إلى قصر البديع لاحقا، كأحد أروع الفضاءات التاريخية بمراكش، التي تجسد فترة من الفترات الذهبية من تاريخ المغرب، والذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن 16 الميلادي. وقد تنوعت اللوحات الفولكلورية المشاركة في المهرجان من فنون الدقة المراكشية ورقصة الركبة من زاگورة وفرقة أحواش وگناوة وعيساوة وعبيدات الرمى وفرقة “أكلاكال” وفرقة “تيسكوين” وغيرها من الألوان التراثية والفلكلور المغربي المتنوع .

والحق، أن الدورة 50 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش تمكنت من أن تنافس المهرجانات العالمية شكلا ومضمونا، وأن تبرز مدى تنوع الفرق المشاركة التي تجسد روح التلاحم والتعايش الذي يطبع الثقافة المغربية في مفهومها العام، ويؤكد حضورها الوطني والعالمي في كل مجالات حياة الإنسان من معمار وأزياء وحلي ومطبخ وموسيقى ورقصات وأهازيج وتغاريد وفقرات موسيقية ومختلف التعبيرات الجسدية والإيحاءات الجغرافية والتاريخية الممزوجة بتنوع المعرفة وعمق الفكر والإستفادة من العلم والتقنيات على مستوى التنظيم والإخراج والإبداع، فقد استضافت هذه الدورة فرق فلكلورية دولية تمثل قارات المعمور على غرار فرقة les Slaves من أوكرانيا، فرقة Yueshi من الصين، فيما القارة الإفريقية كانت ممثلة بفرقة Diapo Africa من السنغال وفرقة Nedjma من الجزائر.
كما توزعت العروض الفنية التي بلغ عددها 100 عرض كل ليلة على فضاءات المدينة من ساحة جامع الفنا، وساحة الحارثي، والمسرح الملكي، والمركب الثقافي النخيل.
لقد تميزت هذه الدورة بكونها دورة استثنائية حيث استقطبت ما يفوق 450 000 متفرج مغاربة وأجانب على امتداد خمسة أيام بمختلف المنصات، تابعوا العروض الفنية لما يزيد عن 61 فرقة فنية فلكلورية حيث بلغ عدد الفنانين المشاركين في إحياء حفلات المهرجان ما يزيد عن 848 فنانة وفنان شعبي ممن قدموا أشكالا وألوانا تراثية شعبية مختلفة، ويمثلون أغلب أصناف الفنون الشعبية المغربية المتعارف عليه وطنيا.


وللإشارة، فإن هذه الدورة لقيت استحسانا رسميا وجماهيريا وإعلاميا كبيرا غير مسبوق على مستوى التنظيم والتنوع ومن حيث مشاركة الفرق و كثافة الحضور من مختلف الفئات العمرية للمتفرجين مغاربة وأجانب ممن ضاقت بهم جنبات قصر البديع والفضاءات الأخرى للمدينة الحمراء إضافة إلى المشاركة المتميزة للفرق الأجنبية، فعلاوة على العروض الموسيقية والرقصات والأهازيج ، فقد قام منظمو المهرجان بإعداد ندوة صحفية يوم الجمعة 17 ماي المنصرم بالقاعة الكبرى للمجلس الجماعي بمراكش تناولت الخطوط العريضة التي تميز الدورة 50 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، والتي سعت إلى الارتقاء بمستواه الفني والتنظيمي انطلاقا من نتائج عمليات تقييم الدورة السابقة، التي شكلت عودته التاريخية لخرائط المهرجانات الوطنية والدولية.
كما كان لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والالكترونية والصحافة المكتوبة الوطنية والدولية، دورا كبيرا وحضورا قويا طيلة أيام المهرجان، مما يبرز الأهمية الكبيرة التي تكتسيها الفنون الشعبية ببلادنا، والصيت التاريخي والإشعاعي الذي يحظى به .

وإرتباطا، بذات الدورة الخمسين للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش ، فقد سبق أن نظمت جمعية الأطلس الكبير وشركائها ، ندوة صحفية ترأسها محمد الكنيديري مدير المهرجان، يوم الاثنين فاتح يوليوزالحالي، بفندق السعدي بالاس بالحي الشتوي للمدينة الحمراء تناولت الجانب التنظيمي، وكيفيات الإخراج، والتجهيزات من إنارة وصوتيات وخشبات ومسالك نحو الفرجة وإجراءات تنظيمية وأمنية وفرق مشاركة تروم وضع الدورة على سكة المنتوج اللائق بتخليد يوبيلها الذهبي، وقصد إستجابتها لمتطلبات ساكنة مراكش والمغرب، فضلا عن ندوة علمية أكاديمية بمشاركة جامعيين ومتخصصين في مجال التراث المغربي و الفنون الشعبية سواء من داخل المغرب أو من خارجه يوم الجمعة 05 يوليوز بالقاعة الكبرى لقصر البلدية في مراكش تناولت موضوع الإيماءات الفنية ودلالاتها والنصوص التراثية والموسيقى الأفريقية المغربية من خلال التأثيرات ومختلف النقاط المشتركة والالتقاءات .

وقد كان عدد الفرق المشاركة من خارج مراكش 35 فرقة وعدد أفرادها 554 فردا استقرت 21 فرقة بإعدادية المنصور الذهبي و14 بفندق التازي وفرقتان بمركز الاستقبال للشبيبة والرياضة، كما بلغ عدد الفرق المشاركة من مدينة مراكش، 22 فرقة بعدد أفرادها البالغ 231 فردا .

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.