تحت شعار “المسرح لغة أجيال”،وبشراكة مع مجموعة من المؤسسات،تحتضن مدينة مراكش من 15 الى 19 من شهر أكتوبر المقبل، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان أنفاس للمسرح الدولي، بمشاركة عدد من الفرق المسرحية المغربية والأجنبية من الكوت ديفوار وايطاليا، والإمارات العربية المتحدة، وتونس، ومصر.
كما ستخصص الدورة، حفلا لتكريم الفنان الكاتب المسرح والممثل المغربي عمر عزوزي، الذي ساهم في إثراء الخزانة المسرحية والدراما التلفزيونية والإنتاجات السينمائية بعدة أعمال إبداعية، ضمن مراسيم احتفاء ولحظات اعتراف، مع عدد من رواد ورائدات المسرح المغربي، ممن ساهموا في الإشعاع الفني والثقافي وتعزيز التنمية الثقافية والفنية الوطنية .
وحسب بلاغ صحافي توصلت به “هاسبريس” من المنظمين، فإن فعاليات الدورة الأولى لمهرجان أنفاس للمسرح الدولي تروم تعزيز وتعميق الحوار والتواصل وتبادل التجارب الفنية بين الفنانين المسرحيين المغاربة ونظرائهم العرب والغربيين، من خلال إعداد ندوات فكرية ومحاضرات تواصلية حول واقع وآفاق فن المسرح، بالإضافة إلى قراءات نقدية وتوقيعات لعدة أعمال وكتابات لمبدعين مغاربة وأجانب،وورشات في فن التشخيص والارتجال يؤطرها مجموعة من الفنانين المسرحيين الخبراء من ايطاليا.
إلى ذلكـ ، فقد كان الفنان الممثل عمر عزوزي قد تألق مؤخرا خلال العرض المسرحي لفرقة أنفاس للفنون الدرامية لــ “مسرحية ” بولعيالات”،على خشبة المسرح الملكي بمراكش وهي المسرحية التي قدمت للجمهور بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد ، والتي قامت بإخراجها الفنانة مريم أجدو، وبتأليفها نفس الفنان عمر عزوزي، وقدم أدوراها كل من الفنانتين فاطمة هوان ، ومريم أجدو ، والفنان محمد كوردادي، بالإضافة إلى نجمها الفنان عمر عزوزي.
وقد إستطاع عزوزي أن يرسم من خلال فقرات المسرحية ينبوعا سلسبيلا من الصور الإجتماعية الواخزة والفكاهية المواقف ضمن كلمات تحمل انة عميقة حول المسكوت عنه في العلاقة بين الجنسين بالمجتمع المغربي، وضمن حركات قام بها الممثلون على خشبة المسرح ترمي إلى صقل الروح وتنبه الفكر ، وتلمس العاطفة والموروث الثقافي المغربي في أن واحد ، من خلال تمكن مؤلفها الفنان عزوزي من إستحضار مختلف المشاعر القوية في الحب والزواج والعطاء والحياة المجتمعية التي تتجاوب مع المألوف وتستهين بالعوائق الناتجة عن النفاق الإجتماعي والمواربة ، وتقدم نقدا ذاتيا في قالب ضاحكـ ومضحكـ نابع من دواخل مفعمة بالتمازج الحواري ، و كنوز الارض المغربية وما تحفل به من معاملات إنسانية .
كما تمكن طاقم المسرحية الفني والإداري، من إبراز نجاعة الفعل المسرحي الحقيقي بجهة مراكش أسفي كفعل حضاري وحوار بين الثقافات وكإبداع يهم المجتمع، ويقدم تراثه ومحكيه وصورته، إنطلاقا من إيمان الفنان عمر عزوزي بكون المسرح القريب من ثقافة الشعب المغربي ومن تجلياته وتطلعاته ، يشكل تأسيسا حقيقيا لفرجة تجتمع فيها كل إمكانات الإبداع والتناغم الأدائي من خلال تلوين مستويات الحوار المسرحي في مسرحية “بولعيالات” بالخصوصيات المحلية والجهوية وبعناصر الأصالة المغربية وأبعادها الإنسانية، ويضع الكلام المحلي في بوثقة دراما راقية، مثقفة،وبسيطة التناول لها درايتها وخبرتها في تحريك النص المسرحي أدبيا وفنيا، وبشكل يضعه في السياق الشاعري، وعمق الواقع الإنساني المغربي ، في هزل يكتنفه الجِدُّ ، وفي إشارات تلامس واخزة وإنسيابية معبرة واقع إجتماعي للإنسان المغربي ، تستحضر بنية جمالية دالة على حيوية هذا الفعل في الحركة المسرحية بجهة مراكش آسفي،تدفع الجمهور في أن يوثق عرى التواصل بين مختلف أشكال التواصل المسرحي وتفاصيل الدراما عبر فتح أفق جديد للإبداع ورؤية قريبة وإجتماعية متجددة التجربة المسرحية في جهة مراكش آسفي .
ومن خلال خوضه لتجربة التأليف المسرحي ، برع الفنان عمر عزوزي، في تحويل مسرحية “بولعيالات” من نص مسرحي مكتوب ، إلى فضاء درامي مسرحي قابل للقراءة المتعددة، بسبب ما تضمنته مسرحيته من تلوينات مواقف أثناء التشخيص ومن تعدد للأدوار خلال الحركة، ونتيجة إبداعية طاقم المسرحية التقني في اللعب على اشتغال الأضواء والأنوار وإستحضار الأطياف والظلال وإبداعية مصممة الملابس في الألوان ، ومواكبة موسيقى الفنان عز الدين دياني لبنية الحكي الحركي على الخشبة بكل مدلولاتها المتعددة، وعواطفها الجياشة .