الحليب والتمر: العلم يؤكد فوائد عادة إحتفال وإستقبال مغربية

هاسبريس :

يعتبر إستقبال الضيوف في الأعراس والحفلات والمراسيم بالتمر والحليب من العادات المغربية العريقة، التي تبرز كرم ضيافة الشعب المغربي، ومدى عمق حضارته الإنسانية ، ويعتبر تناول التمر وشرب اللبن من الملامح الغذائية التي تطبع أريحية الشخصية المغربية، حيث أثبتت دراسات علمية أن التمر يتميز بمُحتواه العالي من الكربوهيدرات، والألياف، ومُضادّات الأكسدة، بالإضافة إلى كميّاتٍ ضئيلة من الماء، والمعادن، والأحماض الأمينيّة.

ومن الجدير بالذكر أنّ التمر استُخدِمَ في المغرب منذ القدم كمُحلٍّ طبيعيّ على غرار بعض الثقافات الأفريقيّة، إذ يُمكن تناوُله كذلكـ كوجبةٍ خفيفةٍ أو استعماله بدلاً من السُكر في وصفات الحلويات التي يزدهي بها المطبخ المغربي، كما يُؤكل طازجاً أو مُجفّفاً.

ومن جهةٍ أخرى يُصنع اللبن بتخمير الحليب، واستنبات البكتيريا فيه لإنتاج ما يُعرف بحمض اللاكتيك المعروف علميا بـ  Lactic Acid؛ والذي يمنح اللبن طعمهُ الفريد، حيث يتميّز اللبن باحتوائه على العديد من المعادن، والفيتامينات؛ كفيتامين ب12، وب2، وغيرها من العناصر، ومن الجدير بالذكر أنّ للبن العديد من الأصناف، وقد تشمل؛ قليل الدسم أو الخالي منه، والمُثلج، واليوناني.

وقد وَرَدَ ذِكرُ التَّمر في السُّنة النبوية على أنّه الطعام الذي كان يتناوله الرسول صلى الله عليه وسلم بشكلٍ يوميّ، وفي الحديث المرويّ عن عائشة رضي الله عنها قوله صلى الله عليه وسلم: (يا عائشةُ، بيتٌ لا تمرَ فيهِ، جياعٌ أهلُهُ، يا عائشةُ، بيتٌ لا تمرَ فيهِ جياعٌ أهلُهُ، أو جاعَ أهلُهُ، قالها مرتينِ، أو ثلاثًا)، وقد جاء ذكر اللبن في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ).

كما يتمتّع التمر بالعديد الفوائد الصحيّة،تبرز في المُساهمة في إنقاص الوزن حيث تُعتبر التُمور من الأغذية الغنيّة بالألياف، كما أنّها مُنخفضةٌ الدهون، وتُساهم في الحفاظ على الوزن الطبيعيّ، وفي التقليل من مشاكل الجهاز الهضميّ: حيث يُعدّ التمرُ الطازج أحد الأطعمة سهلة الهضم، والتي تُعزّز صحّة الجهاز الهضميّ، ويعود ذلك لمُحتواها من الأحماض الأمينيّة، والألياف الغذائيّة، والحد من خطر الإصابة بفقر الدم لإحتوائه على كميّاتٍ عاليةٍ من عُنصر الحديد،حيث يُساعد تناوُلُه على تعزيز مُستويات هذا المعدن لدى الأشخاص المُصابين بفقر الدم، ويمكن من تقليل خطر الإصابة بالمشاكل البصريّة، وتقليل فُرص الإصابة بالعشى الليليّ، فضلا عن كونه أساسي في تقوية العظام حيث يُساعد التمر على تقويتها، وذلك بسبب احتوائِه على العديد من المعادن الضرورية للعظام؛ كالسيلينيوم، والمنغنيز، والنحاس، والمغنيسيوم.

في حين، يُوفّر اللبن مجموعة من الفوائد، إذ يحتوي على نسبٍ عاليةٍ من البروتين لما له من دور في ضبط الشهيّة، وذلك لأنّه يزيد من إنتاج الهرمونات المَسؤولة عن الشعور بالشبع، والمُساعدة على تحسين صحة الهضم حيث تحتوي بعض أصناف اللبن على البروبيوتيك بــ Probiotiques ؛ والتي بدورها تُساهم في التخفيف من أعراض مُتلازمة القولون العصبيّ، كما يُساعد تناوُل اللبن بشكلٍ مُنتظم على تقوية الجهاز المناعي، وخاصةً الأصناف التي تحتوي البروبيوتيك، حيث تُقلّل من الالتهابات، والتي تُسبّب الأمراض في الجسم، ويُعزى هذا التأثير لمُحتواه من معادن الزنك، والمغنيسيوم، والسيلينيوم، وعلى مقاومة خطر الإصابة بهشاشة العظام،حيث يُعزّز اللبن صحة العظام، وذلك بفضل مُحتواه من العناصر الغذائيّة الضروريّة لها، مثل؛ الكالسيوم، والبروتين، والبوتاسيوم، والفسفور، مع المُساهمة في الحفاظ على صحة القلب: حيث تُشير بعض الأبحاث إلى أنّ تناوُل الدهون المُشبعة من مُنتجات الحليب كامل الدسم يزيد نسبة الكوليسترول الجيّد، بالإضافة إلى ذلك فإنّ مُنتجات الألبان تُساعد على تقليل ارتفاع ضغط الدم، والذي يُعّدّ عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض القلب. القيمة الغذائية للتمر واللبن.

ويُعتبر التمر أحد الأغذية التي يُمكن استهلاكها بأمانٍ بكمياتٍ مُعتدلة، ولا تتوفّر معلوماتٌ كافيةٌ حول مدى سلامة تناوله بكميّاتٍ أكبر بهدف العلاج، ولذلك ينبغي على النساء الحوامل أو المُرضعات عدم استهلاك كمياتٍ أكثر من تلك الموجودة عادةً في الطعام، بالإضافة إلى ذلك قد يُعاني بعض الأشخاص من حدوث رُدود فعلٍ تحسّسية عند تناوُله، وتنتج غالباً نتيجة وجود مادة السلفيت (بالإنجليزية: Sulfite) أو العفن، واللتان تكثُران في التمور المُجفّفة، وتقتصر أعراض الحساسيّة عادةً على حدوث الحكّة، والالتهابات داخل الفم وحوله، وبعض الأثار الجانبيّة التي تنجم جرّاء تناوُله، والتي تشمل عادةً؛ مشاكل المعدة، أو الإسهال، أو الطفح الجلديّ، وتجدُر الإشارة إلى ضرورة اختيار مُنتجات اللبن التي تم إعدادها وتخزينها بالطريقة الصحيحة، كما يُعتبر اللبن آمناً للاستهلاك خلال مرحلتيّ الحمل والرضاعة الطبيعيةبالنسبة للنساء، إلاّ أنّه لا تتوفر معلوماتٌ كافيةٌ في الدراسة العلمية المعنية حول سلامة استخدامه لأغراضٍ أخرى خلال مرحلة الرضاعة.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.