التلميذ طه الخليل الحضر من مراكش، مثال آخر عن عودة الثقة في ‏‏”التعليم العمومي

محمــد الـقـنــور :‏

عدسة : محمد أيت يحي :‏

 

أعاد مسار التلميذ طه الخليل الحضر من مراكش ،ومجموعة من المتفوقين والمتفوقات الثقة إلى المدرسة ‏العمومية المغربية، وكذب موجات الاقبال على المدارس الخاصة، بشكل مكثف، و الانفاق الكبير من ‏طرف أباء وأمهات وأولياء التلاميذ والتلميذات ، وتلكـ المصاريف الباهضة، والانتقاد الواسع الذي يتعرضُ له التعليم العمومي. ‏
فقد بدأ التلميذ طه الخليل الحضر الذي إلتقته “هاسبريس” مشواره الدراسي الأولي والإبتدائي في ‏المدارس الخصوصية بمراكش، ليلتحق بالتعليم الثانوي، وهو بالمستوى الدراسي السنة الأولى باكالوريا، ‏سنة 2015/2016  بشعبة علوم الإقتصاد والتدبير بثانوية أبي العباس السبتي،في مراكش ، رغم إلحاح والديه على بقائه في ‏التعليم الخصوصي، وقبل أن يتوج بنجاحه في إمتحانات الباكالوريا بميزة حسن جدا، وبمعدل 16.39 ، مما ‏بوأه في يكون الأول على مستوى ثانوية أبي العباس السبتي ، ويحتل المركز الثاني على مستوى مدينة ‏مراكش، وأن يكون من ضمن الخمسة الأوائل على مستوى جهة مراكش آسفي .‏

ومع ذلك لايزال العديد من الأطر التربوية وأساتذة التعليم العمومي يلجؤون بأنفسهم إلى تدريس أبنائهم ‏في المدارس الخصوصية، وكأنهم يكرسون ظاهرة فقدان الثقة في المؤسسات التربوية العمومية، ويضحُّون بجزء مهم من ‏راتبهم الشهري في سبيل تأمين مستقبل تعليمي ناجح في إعتقادهم لبناتهم وأبنائهم، رغم أن العبرة بالنتائج ‏وليس بالوسائل .‏
وعلى كل حال، فإن الإقبال على التعليم الخصوصي، وإن كانت بعض المؤسسات فيه تمتاز بالجدية ‏والمسؤولية التربوية ، فإنه يجد تبريره عند بعض المغاربة في الوضع المتردي الذي تعيشه المدرسة ‏العمومية، وغياب بنيات تحتية تستوعب عدد التلاميذ، وفقر المنتوج التعليمي، الذي تقدمه هذه المدارس، ‏خاصة على مستوى اللغات الأجنبية ، كضرورة باتت تفرضها العولمة والثقافة والإبتكار والإبداع ، غير ‏أن حالة التلميذ طه الخليل الحضر من مراكش،وزملاء وزميلات له عبر الوطن تكذب هذا التصور .‏
وفي سياق مماثل، لايُخفي أحد أساتذة جامعة القاضي عياض، في حديث له مع “هاسبريس” ندمه على تسجيل ‏ابنائه الثلاثة في مدرسة خاصة، نظرا لهزالة مردوديتهم التعليمية، وضعف ثقافتهم العامة، مشيرا أن ‏إختلاط التلاميذ القادمين من فئات إجتماعية مختلفة ومتباينة ، يلعب دورا أساسيا في تنمية المهارات ‏وتحسين الثقافة العامة وتوطيد الهوية الوطنية للناشئة من المغاربة .‏


وتؤكد نتائج باكالوريا سنة 2016/ 2017 من مختلف الشُّعَب ، أن المدرسة العمومية، أثبتت نجاعتها ‏وقدرتها على خلق الحدث التربوي ، والتميز التحصيلي ، رغم محدودية الامكانيات اللازمة، عكس جل ‏المدارس الخصوصية، وإن كان هذا الحكم لا يكتسي طابعا شموليا على كل مؤسسات التعليم الخصوصي ‏بجهة مراكش آسفي .‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.